أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيون)، اليوم الإثنين، مسؤوليتها عن هجوم بحري استهدف ناقلة البضائع "ماجيك سيز" في البحر الأحمر، وأدى لاحقاً إلى غرق السفينة، في تطور يُنذر بتصعيد جديد في ملف الملاحة البحرية الدولية.
وقالت الجماعة في بيان نشرته على تطبيق "تلغرام"، إنها استخدمت زورقين مسيّرين مفخخين، وخمسة صواريخ باليستية ومجنحة، إلى جانب ثلاث طائرات مسيّرة، لاستهداف السفينة، موضحة أن "الناقلة أصبحت في وضع ميؤوس منه ومعرضة لخطر الغرق الكامل".
وفي وقت لاحق، صدر بيان جديد عن الحوثيين أكدوا فيه أن السفينة غرقت بالكامل.
وكانت السفينة، التي ترفع علم ليبيريا وتملكها شركة يونانية، قد تعرّضت لهجوم يوم الأحد أدى إلى اندلاع حريق ضخم فيها، وارتفاع منسوب المياه إلى داخلها، ما أجبر طاقمها على مغادرتها لاحقًا.
وأعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أن طاقم السفينة تم إنقاذه بنجاح، دون تسجيل خسائر بشرية.
وتوجهت أصابع الاتهام سريعًا إلى الحوثيين، خصوصاً بعد أن ذكرت شركة أمنية بحرية أن الهجوم تم على ما يبدو بواسطة قوارب مسيّرة مفخخة، سبقه قصف بأسلحة خفيفة وقذائف صاروخية.
ويعيد هذا الهجوم الأنظار إلى تصاعد التهديدات ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وهو أحد أهم الممرات التجارية في العالم. ويأتي ذلك بعدما كانت جماعة الحوثي قد شنّت سلسلة هجمات مماثلة خلال الأشهر الماضية، قالت إنها تستهدف سفنًا مرتبطة بإسرائيل أو تتعامل معها.
ويحمل الهجوم الجديد دلالات مقلقة، إذ إنه يأتي بعد فترة هدوء نسبي أعقبت الضربات الجوية الأميركية الواسعة التي أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق هذا العام، ردًا على استهداف سفن تجارية وعسكرية غربية.
وفي أول تعليق على الهجوم، أدانت الولايات المتحدة بشدّة، الإثنين، ما وصفته بـ"الهجوم الوحشي وغير المبرر"، وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الناقلة كانت تقوم بـ"عبور سلمي" في البحر الأحمر، معتبرة أن الاستهداف يمثّل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي وحرية الملاحة.
وحذّرت واشنطن من أن مثل هذه العمليات قد تستدعي عودة الوجود العسكري الغربي المكثف في المنطقة، لحماية خطوط الملاحة وضمان الأمن البحري في الممرات الحيوية.
ويُعد البحر الأحمر شرياناً أساسياً للتجارة العالمية، إذ تمر عبره يوميًا سفن تحمل ملايين البراميل من النفط والسلع، ما يجعل أي تهديد لأمنه قضية دولية تتجاوز النزاعات الإقليمية.
الـــمــــزيــــــــــد
