أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، أن حركة "حماس" رفضت مقترح وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة، رغم موافقة إسرائيل على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف والتعديلات المقدمة من الوسطاء.
وقال نتنياهو، في تصريحات للصحافيين، إن "حماس ترفض الصفقة المطروحة وتُصر على إعادة التسلح والبقاء في غزة، وهو أمر غير مقبول بالنسبة لنا"، مؤكدًا التزام حكومته بـ"تحرير الرهائن" من جهة، و"تدمير حماس بشكل كامل" من جهة أخرى.
في المقابل، قال مدير مركز الاتصال الحكومي الفلسطيني، الدكتور محمد أبو الرب، لقناتي "العربية" و"الحدث"، إن الحلول التي تقترحها إسرائيل تهدف إلى إطالة أمد الحرب وليس إلى التهدئة.
وأكدت مصادر مطلعة أن "حماس" حسمت موقفها برفض أي صيغة تتضمن بقاء إسرائيل على محور موراغ، معتبرة أن وجود الجيش الإسرائيلي في هذا المحور يمنع عودة نحو 400 ألف فلسطيني إلى مدينة رفح، ويُشكل عقبة كبيرة أمام أي تسوية محتملة.
وأشارت المصادر إلى أن الوساطة القطرية لا تزال قائمة، ويجري العمل على صيغة متقاربة لتفادي انهيار المحادثات، وسط انتظار لمقترح خرائط جديد من الجانب الإسرائيلي لإعادة انتشار الجيش خلال فترة التهدئة التي يُفترض أن تستمر 60 يومًا.
كما أفادت المصادر الفلسطينية أن "حماس" أبدت استعدادها للعودة إلى المقترح القطري الذي قدم في كانون الثاني 2025، ويتضمّن انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى خط يبعد 700 متر عن الحدود، مع سماح بتمدد يصل إلى 1100 متر في بعض النقاط، وفق خرائط متفق عليها.
وكان المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قد أوضح أن معظم النقاط الخلافية قد تم تجاوزها، مع بقاء نقطة واحدة تتعلق بموقع انسحاب الجيش الإسرائيلي. وبحسب "أكسيوس"، فإن "حماس" تطالب بالانسحاب إلى المواقع التي كانت قائمة قبل انهيار الهدنة في آذار 2025، بينما ترفض إسرائيل ذلك.
وتشير المعلومات إلى أن الطرفين اتفقا على أن تتولى الأمم المتحدة أو منظمات دولية مستقلة، غير تابعة لحماس أو إسرائيل، عملية إيصال المساعدات في المناطق التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي. وهو ما قد يُجبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة أميركيًا وإسرائيليًا، على تقليص حجم عملياتها.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار المفاوضات غير المباشرة في الدوحة، بهدف التوصل إلى اتفاق تهدئة لمدة شهرين، تُفرج خلاله "حماس" عن عشرة محتجزين أحياء كانت قد اقتادتهم إلى غزة خلال عملية السابع من تشرين الأول 2023.