عبّر الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي عن شكره لنظيره الأميركي دونالد ترامب، عقب إعلان الأخير موافقة واشنطن على إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، في خطوة اعتبرها الكرملين "تصعيدًا إضافيًا" في النزاع المستمر منذ أكثر من عامين.
وقال زيلينسكي، في تصريح مقتضب عبر "إكس"، إن الدعم الأميركي المستمر "يعزز صمود أوكرانيا في وجه العدوان الروسي"، مؤكدًا أن كييف "تثمّن الموقف الحازم للإدارة الأميركية في مواجهة التهديدات المستمرة لأمن أوروبا".
وكان ترامب قد أعلن من البيت الأبيض، خلال استقباله الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، أن بلاده سترسل أنظمة دفاعية من نوع "باتريوت" إلى أوكرانيا خلال الأيام المقبلة، لكنه أوضح أن "أوكرانيا ستدفع ثمن هذه الأسلحة"، في إشارة إلى ترتيبات مالية تقضي بتحمّل كييف جزءًا من تكلفة الدعم العسكري.
وأضاف الرئيس الأميركي: "سنرسل منظومات باتريوت، فهم في أمسّ الحاجة إليها. لم أقرر العدد النهائي بعد، لكنهم سيحصلون على بعضها لحماية أجوائهم"، دون أن يكشف عن موعد التسليم أو تفاصيل إضافية.
وكانت واشنطن قد أعلنت، قبل أسبوعين، تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى كييف بسبب "إعادة تقييم الأولويات"، قبل أن يعود ترامب ويؤكد استئناف الدعم، قائلاً: "لم نصل بعد إلى اتفاق شامل، لكننا نعتقد أن هناك فرصة حقيقية لإنهاء الحرب".
وفي تصعيد كلامي لافت، قال ترامب إنه يشعر "بخيبة أمل كبيرة" تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرًا إلى أن موسكو "تهدر مواردها في حرب عبثية"، مضيفًا: "توقعت شيئًا مختلفًا من بوتين، لكن الأمور تسير في اتجاه مدمّر".
وفيما تتواصل الاشتباكات على الأرض بين القوات الروسية والأوكرانية، أعلن ترامب نيته فرض رسوم جمركية تصل إلى ١٠٠٪ على روسيا إذا لم يتم التوصل إلى تسوية خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن "الولايات المتحدة تصنع أفضل المعدات، وسنرسلها إلى الناتو، الذي سيدفع ثمنها ويوزعها حسب الحاجة".
على الصعيد السياسي، لا تزال الجهود الدبلوماسية بين موسكو وكييف في حالة جمود، إذ فشلت جولتان من المحادثات استضافتهما تركيا في 16 أيار و2 حزيران الماضيين في تحقيق أي تقدم يُذكر، ولم يُعلن بعد عن موعد لجولة ثالثة.
ومنذ بداية العملية العسكرية الروسية في شباط 2022، ترفض موسكو أي تسوية لا تتضمن اعتراف كييف بضمّ القرم وتخليها عن أربع مناطق أخرى تسيطر عليها القوات الروسية جزئيًا، فضلاً عن التخلي عن طموح الانضمام إلى حلف "الناتو" — وهي مطالب تصرّ أوكرانيا على رفضها بالكامل.
في المقابل، تشدد كييف على ضرورة انسحاب الجيش الروسي من جميع الأراضي المحتلة، مؤكدة أن أي تفاوض يجب أن ينطلق من "سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".