الخبير في التحول الرقمي وأمن المعلومات، رولان أبي نجم، يُحذّر في حديث إلى موقع "ليبانون ديبايت" من خطر هذه التطبيقات، التي تدّعي أنها تتيح تحقيق أرباح مالية فقط من خلال الضغط على زر أو تنفيذ خطوات بسيطة لا قيمة فعلية لها.
ويُوضح أبي نجم أن "مجرّد طرح فكرة كسب المال مقابل ضغط زر هو أمر مرفوض منطقيًا واقتصاديًا، ويدعو مباشرةً للريبة، لأن التطبيق لا يقدّم أي خدمة أو منتج حقيقي مقابل المال، ما يجعله موضع شبهة".
ويُضيف أن "الأخطر هو عندما يبدأ التطبيق بتشجيع المستخدمين على دعوة آخرين للانضمام، مع وعدهم بتحقيق المزيد من الأرباح، لأن هذه الخطوة تنقل المستخدم من خانة الضحية إلى خانة الشريك المحتمل في شبكة يُمكن اعتبارها احتيالية، وقد تتحمّل مسؤوليات قانونية إذا ثبت تورطك بإدخال أشخاص آخرين تسبب لهم خسائر مادية".
وحول النموذج الذي يعتمده app-mact، يشرح أبي نجم أنه "يتبع نهج التسويق الهرمي، أو ما يُعرف بالـ Multi-Level Marketing في صيغته الاحتيالية، حيث تُقنع الضحية بأنها ستربح من خلال استقطاب أشخاص آخرين، ثم تبدأ مرحلة التلاعب المالي عندما يُطلب من المستخدم دفع رسوم أو تحويل أموال لسحب ما يُفترض أنها أرباح".
ويؤكد أن "هذه الحلقة المفرغة من الدفع مقابل الوعد بالسحب تُعدّ أحد أبرز مؤشرات الاحتيال الرقمي، وتُظهر غياب أي منطق اقتصادي سليم في بنية التطبيق"، مشددًا على أن "أي منصة تشترط دفع أموال للحصول على الأرباح هي منصة غير جديرة بالثقة، ويجب التعامل معها بحذر شديد".
كما يشير إلى نقطة إضافية بالغة الأهمية، وهي أن "بعض اللبنانيين أنفسهم أصبحوا يشاركون عن قصد في هذه التطبيقات، لا بهدف الاستخدام، بل بهدف استقطاب آخرين لتحقيق أرباح سريعة، وعندما تُقفل المنصة، يكونوا قد حققوا ما أرادوه دون الالتفات إلى خسائر غيرهم. وهذه الظاهرة تؤشر إلى تحوّل النصب إلى نوع من التذاكي الاجتماعي الذي يجب الوقوف عنده بجدية".
ويختم أبي نجم، قائلاً: "لطالما حذّرنا من الضغط على روابط غير معروفة أو الانخراط في منصات غير شفافة، لكن للأسف لا يزال كثيرون يقعون في الفخ. المطلوب اليوم هو تكثيف التوعية، وتحمّل كل فرد مسؤوليته في عدم الترويج لهذه التطبيقات، ووقف انتشارها في المجتمع قدر الإمكان".
الـــمــــزيــــــــــد
