رأى الإعلامي والكاتب السياسي سامي كليب إن 90٪ من خطاب الرئيس السوري أحمد الشرع الذي ألقاه مساء أمس، كان موجّهًا ضد إسرائيل، خلافًا لخطابات سابقة كانت "تجاملها وتؤكد أن دمشق لا تريد حربًا معها"، على حدّ تعبيره.
وفي منشور على حسابه عبر منصة "إكس"، اعتبر كليب أنّ هذا التوجّه في الخطاب "يؤكد مرة جديدة أنّ العرب كانوا دائمًا راغبين بالسلام المُشرّف والعادل مع إسرائيل، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية"، مستدركًا أنّ إسرائيل كانت تبادلهم "بمزيد من الحروب، والاحتلالات، والاستيلاء الكامل على فلسطين"، في إشارة إلى فشل المبادرات السياسية العربية المتتالية منذ عقود.
وأضاف كليب: "راجع مثلًا كتاب أسرار المفاوضات الإسرائيلية - العربية منذ العام 1917 حتى 1997 لمؤلفه الفرنسي شارل أندرلان، الذي يُظهر كيف أن العرب قدموا أكثر من عرض للسلام، ولكن إسرائيل كانت ترد دائمًا بالرفض أو بالمماطلة".
وألمح إلى أنّ الشرع ربما ظنّ، كما بعض القادة العرب قبله، أن "مجرّد بعث رسائل إيجابية لإسرائيل سيحوّلها إلى حمامة سلام تنثر الياسمين على بلاد الياسمين، وتسهم في وحدة سوريا لا تفتيتها"، مضيفًا بتهكّم: "لكن الحقيقة أن الاحتلال لا يقدّم شيئًا سوى شروط الإذعان".
وشدّد كليب على أن "إسرائيل تريد السلام مقابل الاستسلام، ومن يعتقد غير ذلك فهو إمّا واهم أو جاهل بالتاريخ والجغرافيا"، مستشهدًا بنموذج أنطوان لحد، قائد جيش لبنان الجنوبي خلال الاحتلال الإسرائيلي، قائلًا: "كاد يكون رئيس الجنوب لكنه انتهى ذليلًا ومعزولًا في إسرائيل".
وختم كليب مقارنته بأفغانستان، قائلًا: "حين انتهت مصالح الولايات المتحدة هناك، وهُزمت، تركت عملاءها يهربون كالفئران، يتسلقون البواخر والطائرات إن استطاعوا، أو يُقتلون على أيدي طالبان".
الـــمــــزيــــــــــد
