دعت المملكة المتحدة إلى وقف فوري للحرب في قطاع غزة، وانضمت إلى بيان دولي مشترك ضم 27 دولة أخرى، من بينها فرنسا وكندا واليابان ونيوزيلندا، أدان سياسات إسرائيل في القطاع المحاصر، ولا سيما حرمان الفلسطينيين من الكرامة الإنسانية ومنع دخول المساعدات واستخدام الغذاء سلاحًا في الحرب.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي خلال جلسة في مجلس العموم إن "الوضع لم يعد يُحتمل"، مؤكدًا أن حكومة بلاده تطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وستدرس اتخاذ إجراءات إضافية بالتنسيق مع شركائها في حال استمرت الحرب. وأضاف: "استخدام الطعام كسلاح في غزة أمر مرفوض تمامًا"، في إشارة إلى الحصار الذي تفرضه إسرائيل على المدنيين.
وانتقد لامي خطة إسرائيل لنقل 600 ألف فلسطيني إلى ما تُسمى "المدينة الإنسانية" في رفح، واصفًا الخطة بأنها "غير مقبولة إطلاقًا"، كما شكك في المبررات العسكرية للغارات الإسرائيلية التي طالت المدنيين في دير البلح، متسائلًا: "ما المبرر العسكري الممكن لغارات تقتل أطفالًا جائعين؟".
من جهته، وصف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الهجوم البري الإسرائيلي الجديد على غزة بأنه "فضيحة لا مبرر لها"، مطالبًا بوقف فوري للعمليات والسماح للصحافة الدولية بالدخول إلى القطاع لتوثيق حقيقة ما يجري. وقال بارو في تصريحات متلفزة: "الوضع الإنساني في غزة غير مقبول، وما يحدث هناك يجب أن يتوقف فورًا"، محذرًا من أن توسيع الهجمات إلى دير البلح سيؤدي إلى مزيد من الكوارث وعمليات التهجير القسري.
وفي السياق نفسه، صرّح وزير الداخلية الأسترالي توني بيرك بأن الغارات الإسرائيلية التي أودت بحياة آلاف المدنيين في غزة "لا يمكن تبريرها"، معتبرًا أن الصور الواردة من القطاع "تعكس مذابح مروعة". وأضاف في مقابلة مع صحيفة "غارديان": "رأينا صورًا لأطفال يُقتلون وكنائس تُقصف. لا يمكن تبرير هذه الأعمال تحت أي ظرف".
في المقابل، رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية البيان المشترك، ووصفته بأنه "منفصل عن الواقع"، معتبرة أنه يبعث برسائل خاطئة إلى حركة حماس. وقال السفير الإسرائيلي في أستراليا أمير ميمون إن البيان "يتجاهل مسؤولية حماس عن اندلاع الحرب"، ويأتي في وقت حرج تُجرى فيه مفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
منذ 7 تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمّرة على قطاع غزة بدعم مباشر من الإدارة الأميركية، أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 200 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، في حين لا يزال أكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض. ويواجه القطاع حاليًا مجاعة كارثية بفعل سياسة التجويع الممنهجة التي تفرضها إسرائيل على أكثر من مليوني فلسطيني.