حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الثلاثاء، من بلوغ المجاعة في قطاع غزة مراحل كارثية، واصفًا الوضع الإنساني في القطاع بأنه "فيلم رعب"، في وقت تتحدث فيه وكالة الأونروا عن إغماءات في صفوف المدنيين والأطقم الطبية بسبب الجوع الحاد.
وفي كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي، قال غوتيريش: "ما نشهده في غزة لا مثيل له في التاريخ الحديث"، مضيفًا: "نشهد الرمق الأخير لنظام إنساني كان مبنيًّا على المبادئ. لقد حُرم من ظروف العمل، ومن المساحة اللازمة لتقديم المساعدات، ومن الأمان لإنقاذ الأرواح".
بدورها، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في منشور عبر "فيسبوك"، أن سكان القطاع "يتضورون جوعًا"، مشيرة إلى أن "زملاءنا أنفسهم يتعرضون للإغماء بسبب الجوع الشديد"، فيما أفادت بمقتل نحو ١٠٠٠ فلسطيني منذ أيار الماضي نتيجة الجوع، مطالبةً بـ"رفع الحصار والسماح بدخول الأغذية والأدوية".
وفي السياق نفسه، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني: "غزة أصبحت جحيمًا على الأرض، ولا يوجد بها أي مكان آمن"، مشيرًا إلى أن الطواقم الطبية تعاني من الإغماء خلال أداء واجباتها بسبب الإرهاق والجوع.
وأفادت وزارة الصحة في غزة بوفاة أربعة أطفال خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية جوعًا، من بينهم الرضيع يوسف الصفدي البالغ من العمر ستة أسابيع، في وقت سجّلت فيه الوزارة ١٥ حالة وفاة مرتبطة بسوء التغذية خلال اليوم الأخير فقط، ليرتفع عدد الوفيات الناجمة عن الجوع منذ بداية الحرب إلى 101ذ حالة، من بينهم 80 طفلًا.
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، خليل الدقران، أن "المستشفيات تعمل فوق طاقتها نتيجة الجرحى الذين يسقطون بنيران إسرائيل، ولم تعد قادرة على تقديم المساعدة لآلاف المواطنين الذين يعانون من المجاعة ونقص الدواء". وأوضح أن نحو 600 ألف شخص يعانون من سوء التغذية، بينهم ما لا يقل عن 60 ألف امرأة حامل، وسط انتشار أعراض كالجفاف والأنيميا، ونقص حاد في حليب الأطفال.
من جهته، قال برنامج الأغذية العالمي إن الوضع الإنساني في غزة بلغ "مرحلة غير مسبوقة من التدهور"، حيث يُحرم نحو ثلث السكان من الغذاء لأيام متواصلة.
وكانت إسرائيل قد فرضت حصارًا شاملًا على غزة في 2 آذار، بعد فشل محادثات تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر لستة أسابيع مطلع العام. ومنعت منذ ذلك التاريخ إدخال أي مواد إغاثية حتى أواخر أيار، حين سُمح لعدد محدود من الشاحنات بالعبور.
ومع نفاد المخزون الغذائي والدوائي الذي تراكم خلال وقف إطلاق النار، يشهد القطاع أسوأ أزمة إنسانية منذ اندلاع الحرب قبل 21 شهرًا.