المحلية

رصد موقع ليبانون ديبايت
الأربعاء 23 تموز 2025 - 20:49 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

"دفاع عن النفس"... أبي المنى يطالب بوأد الفتنة ورفض "حماية إسرائيل"

"دفاع عن النفس"... أبي المنى يطالب بوأد الفتنة ورفض "حماية إسرائيل"

دعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، إلى "وأد الفتنة التي تُحاك بين الطائفتين الدرزية والسنية"، مطالبًا بحوار عقلاني يُبدّد الهواجس ويطمئن أبناء السويداء، محمّلًا الدولة السورية المسؤولية الأولى عمّا جرى، وداعيًا إياها إلى احتواء الموقف وتوفير الاستقرار.


وخلال مقابلة مع "قناة المشهد"، أعرب أبي المنى عن "الحزن والأسى" لما وصلت إليه الأمور في جبل العرب، مشيرًا إلى أنّ الجبل، بتراثه الوطني والعروبي، تعرّض لـ"جرح عميق" نتيجة "الانتهاكات والاعتداءات" التي طالت أبناءه. وقال إنّ أبناء السويداء لم يغادروا أرضهم للاعتداء على أحد، بل أرادوا فقط العيش بكرامة وأمان والمشاركة في بناء الدولة.


وأكد شيخ العقل أن ما حصل يعود إلى "سوء إدارة" الاتفاق الميداني و"غياب التفاهم" و"التحدي المفرط"، ما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا وانتهاكات مشينة، معتبرًا أن الاتفاق الذي أُبرم لاحقًا كان يجب أن يُعقد قبل سفك الدماء، وأن دخول القوى الأمنية إلى المدينة كان يجب أن يتم بالتفاهم مع أبناء الجبل وطمأنتهم إلى شراكتهم في الدولة.


وأوضح أنّ الدولة السورية تتحمّل المسؤولية الأولى بصفتها الراعية لأبنائها، مشيرًا إلى أنّ الشيخ حكمت الهجري ورفاقه كانوا في حالة دفاع عن النفس، لكن ما تكشّف بعد الانسحاب الأمني من مشاهد "مجازر وتنكيل بالجثث وانتهاكات صارخة" أثار صدمة لدى أبناء الجبل، ما أدّى إلى ردّات فعل بحق بعض أبناء العشائر، رغم نفيه بشكل قاطع وقوع مذابح أو عمليات إعدام داخل مضافات المشايخ، واصفًا ذلك بـ"الأكاذيب التي تروَّج لإثارة الفتنة".


وقال: "الدروز لا يغدرون بضيفهم، هذه ليست من عاداتنا، بل نغيث الملهوف ونكرم الضيف، وسلطان باشا الأطرش قدّم نموذجًا مضيئًا بذلك". وأضاف أنّ بعض التسجيلات المفبركة، كمقطع سبّ النبي، ساهمت في تفجير مشاعر الحقد وسقوط عشرات الضحايا، داعيًا إلى الحذر من التطرّف الذي قد يتسلّل تحت عباءة القوى الأمنية.


ورداً على سؤال حول وجود دواعش ضمن أجهزة الدولة السورية، قال إنّ هذه الأسئلة تُوجَّه إلى الدولة، مضيفًا أنّ هناك شكوكًا في وجود عناصر أمنية "تحمل أحقاداً وكراهية" ضد أبناء الجبل. ودعا الدولة إلى إثبات جدارتها بالاحتضان الوطني الكامل، مشيدًا بخطوة الزعيم وليد جنبلاط بوضع يده بيد الرئيس أحمد الشرع في قصر الشعب، بهدف دعم استقرار الدولة الجديدة.


وشدّد أبي المنى على أنّ الموحدين الدروز، بحكم تمسّكهم بالثلاثية: الأرض والعِرض والدين، كانوا على الدوام في موقع الدفاع لا الاعتداء، معتبرًا أنّهم دفعوا ثمناً غاليًا دفاعًا عن العروبة والإسلام، ولا يجوز تحميلهم تبعات كل دورة صراع.


وفي ما يتعلّق بالشيخ الهجري، قال إنه لم يحمل السلاح دفاعًا عن إسرائيل بل عن الجبل، رافضًا ما يُروَّج عن "حماية إسرائيل للدروز"، مؤكّدًا أنّ تل أبيب تتخلّى عن حلفائها متى انتهت مصالحها.


وعن الوساطة، أشار شيخ العقل إلى وجود مساعٍ كبيرة لدرء الفتنة، قائلاً: "أنا على علاقة طيبة مع شيوخ العشائر، وقد زارني بعضهم في بيروت خشية انتقال الفتنة إلى لبنان"، مثنيًا على جهود وليد جنبلاط الدولية في هذا السياق.


وختم بالقول: "أنا ابن جبل يُحترق، بيوتنا أُحرقت وأبناء عمّي قُتلوا، ومع ذلك أسعى للمصالحة، لأننا لا نريد أن نعيش في حقد، بل في شراكة وطنية. عندما قُتل والدي عام 1984، تحوّلت من مقاتل إلى محاور، وكانت أطروحتي الجامعية عن الحوار الإسلامي - المسيحي، وهذه النظرة أتمنى أن تسود".


من جهة ثانية، تلقّى شيخ العقل اتصالين هاتفيين متضامنين، من وزير الداخلية والبلديات السابق بسام المولوي والمفتي الشيخ مالك الشعار، أكدا خلالهما أهمية العمل المشترك لدرء الفتنة ومواكبة جهود وليد جنبلاط وسماحته لاحتواء الأزمة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة