تابع وزير الزراعة الدكتور نزار هاني جدولاً حافلاً بالنشاطات الدبلوماسية والإنمائية، بدأه بلقاء مع سفير البرازيل في لبنان تارسيزيو كوستا، حيث تم التباحث في سبل تعزيز التعاون الزراعي بين البلدين، لا سيما في قطاعي الثروة الحيوانية والنباتية. وركّز الجانبان على أهمية تسهيل دخول الصادرات اللبنانية، بخاصة التفاح والكرز، إلى السوق البرازيلية عبر تحديث البروتوكولات الصحية والفنية، واتفقا على إعادة تفعيل اللجان الفنية المشتركة تمهيداً لتوقيع اتفاقية تعاون جديدة، تبدأ أولى خطواتها بدعم تصدير التفاح اللبناني خلال الموسم الحالي.
كما استقبل هاني سفير المملكة المغربية محمد أكرين، وناقش معه إمكانات التعاون الزراعي في مجالات متقدمة، خصوصاً زراعة القنب لأغراض طبية وصناعية، وهي تجربة متقدمة في المغرب. وجرى الاتفاق على تبادل الزيارات والخبرات في مجالات المحاصيل المتكيفة مع التغيرات المناخية، وإنتاج الزيوت والنباتات الطبية والعطرية، مع الإعداد لإطار تعاون علمي وتنموي شامل.
في موازاة اللقاءات الدبلوماسية، شارك وزير الزراعة في ندوة نظمتها نقابة المهندسين – بيروت تحت عنوان "من التربة إلى الأمان"، حيث شدد في كلمته على أهمية العقود الزراعية الرسمية كأداة لحماية الحقوق وتحفيز الاستثمار في المناطق الريفية. وأعلن عن نية الوزارة اتخاذ خطوات عملية تشمل تبسيط تسجيل العقود وإنشاء هيئة مرجعية وتنظيم برامج توعية وتدريب بالتعاون مع البلديات والمنظمات الشريكة.
لاحقًا، شارك الوزير هاني في اجتماع حكومي طارئ دعا إليه رئيس الحكومة نواف سلام في السرايا لمتابعة أزمة التلوّث المزمن في نهر الليطاني وبحيرة القرعون. وأكد سلام أن الوضع بات حرجًا مع انخفاض منسوب المياه وتلوّث أكثر من 61 مليون متر مكعب، ما يشكل تهديداً مباشراً على الصحة العامة. وقدّم رئيس مصلحة الليطاني الدكتور سامي علويّة عرضًا شاملاً، وانتهى الاجتماع إلى تكليف المصلحة بتحضير خارطة طريق عاجلة، مع عقد اجتماعات شهرية للمتابعة.
وفي بلدة الدامور، عقد هاني لقاءً مع بلديتي الدامور وكفرفقود لمتابعة أزمة مياه الري، لا سيما في مزارع الموز المتضررة من شح المياه. وخلص اللقاء إلى اعتماد خطة محلية مستدامة توازن بين الاستخدامات السياحية والزراعية لمياه نهر الدامور، وتشجيع اعتماد تقنيات ري حديثة كالرشّ بالتنقيط.
واختُتم اليوم بلقاء موسّع في قصر المير أمين، ضمّ شخصيات عربية اقتصادية وأكاديمية، من بينهم الأمين العام لاتحاد الغرف العربية الدكتور خالد حنفي، الوزير المفوض طارق النابلسي، البروفسور أسامة الريس، والدكتورة سارة الجزار. وتركز النقاش على واقع القطاع الزراعي اللبناني والتحديات التي يواجهها، إضافة إلى اقتراح تنظيم مؤتمر للمستثمرين العرب في بيروت، وتعزيز بيئة الابتكار وريادة الأعمال في القطاع الزراعي.
الـــمــــزيــــــــــد
