دعت فرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيان مشترك، يوم الجمعة، إلى "إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة فورًا"، مطالبةً الحكومة الإسرائيلية برفع القيود المفروضة على تسليم المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، والسماح للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بالقيام بدورها لمكافحة المجاعة، مع التشديد على احترام القانون الإنساني الدولي، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".
وفي السياق نفسه، نددت كندا على لسان رئيس وزرائها مارك كارني بـ"تقاعس الحكومة الإسرائيلية عن منع الكارثة"، متّهمًا تل أبيب بـ"انتهاك القانون الدولي من خلال منع وصول المساعدات المموّلة من كندا إلى المدنيين الفلسطينيين".
وفي منشور على منصة "إكس"، دعا كارني إلى "وقف فوري لإطلاق النار بحسن نية"، مطالبًا "حماس بالإفراج عن جميع الرهائن فورًا، والحكومة الإسرائيلية باحترام وحدة وسلامة أراضي الضفة الغربية وغزة".
من جهته، اعتبر رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي أن الوضع في غزة يمثّل "كارثة إنسانية"، مؤكدًا أنه "لا يمكن تجاهل أو تبرير منع المساعدات وقتل المدنيين، بمن فيهم الأطفال، الذين يسعون للحصول على الماء والغذاء". وأكد ضرورة "بذل كل جهد ممكن لحماية أرواح الأبرياء وإنهاء المعاناة والجوع".
وفي تقرير ميداني، أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" أن ربع الأطفال في غزة ممن تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات، إضافةً إلى النساء الحوامل والمرضعات، يعانون من سوء تغذية، بحسب المعاينات التي أُجريت في عياداتها الأسبوع الماضي. ووصفت الوضع بأنه "استخدام ممنهج للتجويع كسلاح حرب من قبل السلطات الإسرائيلية"، مشيرةً إلى أن "حتى الطواقم الطبية تعاني من الجوع".
وقالت منسقة مشاريع المنظمة في مدينة غزة، كارولين ويلمن، إن الطواقم الطبية تسجّل يوميًا نحو 25 حالة جديدة من سوء التغذية، فيما ارتفعت معدلات الإصابة أربع مرات منذ 18 أيار، وتضاعف سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة ثلاث مرات في الأسبوعين الأخيرين.
وأكد مساعد المنسق الطبي في المنظمة، محمد أبو مغيصب، أن "ما يسمى بتوزيع المساعدات عبر مؤسسة غزة الإنسانية ليس مساعدة إنسانية، بل هو غطاء لارتكاب جرائم حرب"، مشيرًا إلى أن المدنيين الذين يسعون للحصول على كيس من الطحين "يعلمون أن فرصتهم في النجاة لا تقل خطورة عن فرصتهم في السقوط برصاصة في الرأس".
وفي هذا الإطار، أشارت "أطباء بلا حدود" إلى أن الهجمات تتواصل على مراكز توزيع المواد الغذائية، وأن آلية التوزيع التي ترعاها السلطات الإسرائيلية أدت إلى مقتل مدنيين كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات.
ووثّقت المنظمة، في 20 تموز، معالجة 122 إصابة بالرصاص في مستشفى الشيخ رضوان شمال القطاع، فيما سُجّل استشهاد 46 شخصًا قبل وصولهم إلى المستشفى. كما فقدت المنظمة أحد موظفيها في حادث مماثل في خان يونس يوم 3 تموز.