"ليبانون ديبايت"
يمكن القول إن ما سيتبع زيارة موفد الرئيس دونالد ترامب إلى بيروت، سيشكل التحدي الرئيسي أمام مهمته لجهة تحديد ما إذا كانت حققت أهدافها أم عادت فعلاً إلى نقطة الإنطلاق نتيجة الدوران في حلقة واحدة ومقفلة، في ضوء الأخذ والردّ حول نقطة وحيدة وهي الإنسحاب الإسرائيلي قبل أو بعد تعهد لبنان بحصر السلاح وضمناً حصر قرار السلم والحرب بيد الدولة.
وعلى الرغم من تكرار السيناريوهات التي تتحدث عن مفاجآت تنتظر الساحة المحلية في المرحلة المقبلة وفي مواعيد ذهب البعض إلى تحديدها باليوم والشهر، فإن مصادر سياسية مطلعة على كواليس مباحثات السفير برّاك في بيروت، تؤكد ل"ليبانون ديبايت"، بأن باب التفاوض لم يقفل بعد كما أن الحرب لم تنته بعد.
لكن المصادر المطلعة ترى إنه لا يمكن الإنكار بأن لبنان قد دخل مرحلةً دقيقة تعود إلى التفسير الباطني للطرح الأميركي المتعلق ببرمجة زمنية ل"حصرية السلاح"، والذي دفع نحو التصعيد غير المسبوق في كلام برّاك. كما أن هذه المصادر تتحدث عن خطورة قائمة وهي أن يحمّل بنيامين نتنياهو الحكومة، مسؤولية مغادرة برّاك لبيروت بحصيلةٍ غير مقنعة، ما يُنذر برسائل ضغط عسكرية وبضوءٍ أخضر أميركي، تؤمنه "ورقة الضمانات" لإسرائيل، وذلك في الوقت الذي ترفض فيه واشنطن نفسها تقديم أي "ضمانات" سبق وأن طالب بها لبنان.
وعن التلازم بين تسليم السلاح والإنسحاب الإسرائيلي ووقف الإعتداءات، تكشف المصادر السياسية المطلعة أن برّاك لا يوافق على الطرح اللبناني في هذا الإطار، إنطلاقاً من أنه يعتبر أن اتفاق وقف النار وورقة الضمانات الأميركية، قد منح إسرائيل الحرية للتدخل العسكري في حال وجدت تهديداً لها في الجانب اللبناني.
وفي تحليلها لمواقف برّاك، تجد المصادر أنها تعكس وبالدرجة الأولى، عدم اقتناع الإدارة الأميركية بالجواب اللبناني الذي حمله معه برّاك والذي كان وراء تصريحاته العالية السقف بعيد مغادرته بيروت.
وبالدرجة الثانية، تعتبر المصادر أن تصعيد برّاك، يهدف للضغط مجدداً بالطريقة الدبلوماسية من أجل أن يقوم لبنان بمبادرة تسمح بتحقيق تقدم في مسار التفاوض الذي لم يتوقف بعد.