أطلق وزير الخارجية التركي هاكان فيدان تحذيرًا شديد اللهجة من خطر تقسيم سوريا، في ضوء التطورات الأخيرة التي شهدتها محافظة السويداء جنوب البلاد، معتبرًا أن بعض القوى الخارجية تحاول استغلال الأحداث الأمنية الأخيرة بين عشائر البدو والدروز لتحقيق أجندات انفصالية.
وفي مقابلة متلفزة مع قناة "NTV" التركية، مساء الجمعة، قال فيدان إن أنقرة "رصدت تحرّكات مقلقة في شمال وجنوب وشرق وغرب سوريا"، عقب اشتداد الاشتباكات المسلحة في السويداء، ما دفع بلاده إلى إطلاق تحذير مباشر من خطر التقسيم، مشددًا على تمسّك تركيا بوحدة وسلامة الأراضي السورية.
وأضاف: "بصفتنا تركيا، كان من واجبنا التحرك فورًا وتحذير جميع الأطراف، لأن وحدة سوريا وسلامتها تمس أمننا القومي"، مضيفًا أن "هناك أطرافًا تحاول إبقاء سوريا في دوامة اليأس والإحباط، ولا ترغب في استقرارها أو تعافيها".
ولفت فيدان إلى أن هناك عملية إقليمية جارية حاليًا بدعم تركي، بالإضافة إلى دعم من دول المنطقة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، تهدف إلى تحقيق الاستقرار في سوريا، لكنه أشار إلى أن بعض القوى تحاول تعطيل هذا المسار، متهماً إسرائيل بشكل مباشر.
وقال: "عندما لم تتطابق نتائج المسار الدبلوماسي مع ما كانوا يخططون له، لجأوا إلى سيناريو مختلف تمامًا. إسرائيل، على سبيل المثال، لديها أهداف واضحة في هذا الإطار". وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرّح علنًا بأنه "لا يرى استقرار سوريا أمرًا إيجابيًا"، في إشارة إلى الأهداف السياسية والعسكرية لتل أبيب.
وتأتي تصريحات فيدان وسط تصعيد أمني خطير في محافظة السويداء، حيث اندلعت اشتباكات دامية منذ 12 تموز بين مجموعات من عشائر البدو ومسلحين دروز، بمشاركة عناصر أمنية، وأسفرت حتى الآن عن استشهاد ما لا يقل عن 814 شخصًا، بينهم نساء وأطفال وطواقم طبية وإعلامية، إضافة إلى إصابة 903 آخرين بجروح، وفق توثيق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وفي موازاة المعارك الميدانية، نفذت إسرائيل غارات جوية عدة استهدفت مواقع عسكرية وأمنية جنوب سوريا وفي دمشق العاصمة، بزعم "الدفاع عن الطائفة الدرزية"، ما زاد من تعقيد المشهد السوري.
ورغم إعلان الحكومة السورية المتكرّر عن اتفاقات وقف إطلاق نار، إلا أن الهدوء لم يُستتب، وبقيت حالة القلق الشعبي والأمني مستمرة في السويداء والمناطق المجاورة، وسط تحذيرات من انفجار الوضع في حال غياب معالجات سياسية شاملة.