في خطوة غير مسبوقة، وقّع 31 من أبرز المثقفين والفنانين والأكاديميين الإسرائيليين رسالة مفتوحة نُشرت في صحيفة "الغارديان" البريطانية، تدعو المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات قاسية على إسرائيل بسبب سياساتها في تجويع سكان غزة والتخطيط لتهجيرهم قسرًا، في ظل ما وصفته الرسالة بـ"تصعيد الحملة الوحشية" بحق المدنيين الفلسطينيين.
الرسالة جاءت في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الدولية والإسرائيلية الداخلية للأداء العسكري والسياسي لحكومة بنيامين نتنياهو، وتزامنت مع تقارير حقوقية صادرة عن منظمتي "بتسيلم" و**"أطباء من أجل حقوق الإنسان"**، تتّهم تل أبيب بانتهاج سياسة إبادة جماعية، وتوثّق تدهورًا إنسانيًا واسع النطاق في القطاع المحاصر.
الموقعون على الرسالة، الذين شملت أسماء معروفة في الأوساط الثقافية والقانونية، دعوا إلى وقف دائم لإطلاق النار ورفع الحصار المفروض على غزة، معتبرين أن الممارسات الإسرائيلية "لا يمكن أن تُبرر تحت أي ظرف"، وأنها تتناقض مع القيم الإنسانية واليهودية.
وترافقت هذه الرسالة مع موقف مماثل من مئات الحاخامات اليهود حول العالم، يمثلون طيفًا واسعًا من التيارات الدينية، حيث دعوا إسرائيل إلى التوقّف عن استخدام التجويع كسلاح حرب، مؤكدين أن منع دخول الغذاء والماء والدواء إلى المدنيين في غزة "يتعارض بشكل جذري مع التعاليم اليهودية الأساسية".
وشدّد الحاخامات، ومن بينهم الحاخام المحافظ جوناثان فيتنبرغ، والحاخام آرثر غرين من بوسطن، والحاخام أرييل بولاك من تل أبيب، على ضرورة السماح بوصول مساعدات إنسانية واسعة النطاق إلى غزة تحت إشراف دولي، إلى جانب مطالبة الحكومة الإسرائيلية بالعمل على إعادة الرهائن إلى ديارهم بكل الوسائل الممكنة، ووقف "الهجمات العدوانية والإجرامية" للمستوطنين في الضفة الغربية.
واختُتمت الرسائل بالدعوة إلى حوار شامل يضمن الأمن للإسرائيليين، والكرامة والأمل للفلسطينيين، ويؤسس لمستقبل سلمي في المنطقة، في موقف يرى فيه مراقبون انعطافة داخلية مهمة في الخطاب الإسرائيلي، في ظل اتساع الفجوة بين السياسات الحكومية والرأي العام المثقف والديني.