أفاد تقرير نشره موقع "العين" أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، قام بزيارة سرّية إلى العراق استغرقت عشر ساعات، في محاولة لاحتواء الانقسامات داخل القوى السياسية الشيعية قبيل الانتخابات البرلمانية المقررة في تشرين الثاني 2025.
وتأتي الزيارة في وقت تواجه فيه الأحزاب المدعومة من إيران صعوبات متزايدة في التوحد، وسط انقسامات تتعلق بتركيبة "الإطار التنسيقي" وبعض الميليشيات التابعة له، بما فيها مجموعات تنشط ضمن الحشد الشعبي وتملك ارتباطات متداخلة مع أجهزة الدولة العراقية.
وأوضح التقرير أن قاآني التقى خلال زيارته بعدد من الزعماء السياسيين الشيعة، بينهم نوري المالكي، وعمار الحكيم، وهادي العامري، وهمام حمودي، في لقاءات تمحورت حول إعادة تنظيم صفوف "الإطار التنسيقي"، ووضع آلية موحدة للمشاركة في الانتخابات.
كما نقل قاآني، وفق التقرير، رسالة مفادها "دعم إيران للحكومة العراقية في بسط سلطتها، ورفض أي تحركات منفردة من الفصائل المسلحة"، مشددًا على "ضرورة منع الخلافات الداخلية من التحول إلى انقسامات ميدانية تهدد الجبهة الشيعية".
ورجّح التقرير أن تكون الزيارة محاولة لخفض التوتر مع الولايات المتحدة وإقليم كردستان العراق، لا سيما بعد سلسلة من الهجمات بالطائرات المسيّرة على مواقع عراقية، ما دفع واشنطن إلى التلويح بإعادة النظر في دعمها المالي لبغداد.
كما أشار التقرير إلى أن قاآني أعرب خلال اجتماعاته عن استياء طهران من تنفيذ جماعات مسلحة عمليات من دون تنسيق مسبق مع الحكومة العراقية، محذرًا من احتمال تنفيذ ضربات إسرائيلية جديدة تستهدف الميليشيات الموالية لإيران.
وتكتسب زيارة قاآني أهمية مضاعفة بعد ما أثير من شائعات حول مقتله خلال الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، والتي استمرت 12 يومًا، إذ ظهر لاحقًا في تموز 2025 خلال تشييع عدد من القادة الإيرانيين، ما بدد تلك المزاعم.
ويرى التقرير أن تراجع نفوذ إيران في العراق سيمثّل نكسة جديدة لطهران، خاصة بعد خسارتها لحليفها الأبرز في سوريا بسقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، إضافة إلى تراجع قوة حزب الله في لبنان في ظل الضغوط الإقليمية والدولية.
ويُذكر أن قاآني، الذي خلف قاسم سليماني بعد مقتله في كانون الثاني 2020 بضربة أميركية في بغداد، يُدير ملف النفوذ الإيراني في المنطقة من خلال دعم مجموعات مسلحة مثل حزب الله، والحوثيين، والحشد الشعبي.