أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس الإثنين، أن موسكو لم تعد ملتزمة بالقيود الذاتية التي فرضتها على نفسها سابقًا بشأن عدم نشر صواريخ برية متوسطة وقصيرة المدى، مشيرة إلى أن الظروف التي سمحت باستمرار هذا التعليق الأحادي الجانب قد زالت.
وقالت الوزارة، في بيان نشر على موقعها الرسمي، إن هذا القرار جاء ردًا على "تجاهل تحذيرات روسيا المتكررة واستمرار الولايات المتحدة وحلفائها في التحرك نحو نشر فعلي لهذه الصواريخ في أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ".
وأضاف البيان أن القيادة الروسية ستتخذ القرارات المناسبة بشأن الإجراءات المضادة بناءً على تحليل شامل لنطاق انتشار الصواريخ البرية الأميركية والغربية، إضافة إلى التطورات في المشهد الأمني الدولي والاستقرار الاستراتيجي.
اتهمت الخارجية الروسية "الغرب الجماعي" بتعزيز قدراته الصاروخية في مناطق مجاورة لروسيا، معتبرة ذلك تهديدًا مباشرًا لأمنها. وأشارت إلى رصد عمليات نقل أنظمة أميركية قادرة على إطلاق صواريخ من هذه الفئة إلى دول أوروبية في حلف الناتو، بينها تدريبات في الدنمارك باستخدام منصات إطلاق من طراز Mk70.
أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف أن قرار موسكو إنهاء الحظر الذاتي على نشر الصواريخ البرية متوسطة وقصيرة المدى جاء نتيجة مباشرة للسياسات "المعادية" التي ينتهجها حلف شمال الأطلسي (الناتو) تجاه روسيا.
وكتب مدفيديف عبر منصة "X": "إن بيان وزارة الخارجية الروسية بشأن رفع الحظر المفروض على نشر الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى هو نتيجة للسياسة المعادية لروسيا التي تنتهجها دول الناتو". وأضاف: "هذا واقع جديد ويجب على جميع خصومنا استيعابه... توقعوا خطوات أخرى".
وفي آسيا والمحيط الهادئ، لفت البيان إلى نشر نظام "تايفون" الأميركي متوسط المدى في الفلبين منذ نيسان 2024 بذريعة التدريبات، إضافة إلى استخدامه في أستراليا خلال مناورات "تالسمان سابر 2025"، وإجراء تدريبات على نظام "هيمارس" بإطلاق صاروخ PrSM يتجاوز مداه 500 كم.
كما ذكرت موسكو أن واشنطن تسعى لضمان وجود دائم لهذه الأسلحة في أوروبا وآسيا، مستشهدة بخطط نشر أنظمة "تايفون" و"دارك إيغل" في ألمانيا بدءًا من 2026، إلى جانب نيات حلفاء آخرين شراء أو تطوير صواريخ بمدى بين 500 و5500 كم.
واعتبرت الخارجية الروسية أن هذه التطورات تمثل "تراكمًا مزعزعًا للاستقرار" من شأنه أن يؤدي إلى "تصعيد خطير للتوتر بين القوى النووية"، محذرة من تداعيات وخيمة على الأمنين الإقليمي والعالمي.