في هذا السياق، أوضح الصحافي والمحلّل السياسي قاسم قصير، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن "كلام لاريجاني يعكس حقيقة أساسية وهي أن حزب الله نجح في إعادة ترميم قدراته وتنظيم صفوفه بعد الضربة التي تلقّاها، وهذا ما أشار إليه أيضاً نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، الذي أكد أن المقاومة جاهزة لمواجهة أي عدوان إسرائيلي واسع. إلا أن الحزب، وفي هذه المرحلة، يتجنّب الرد المباشر على الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة، وذلك لاعتبارات عدّة، أبرزها إعطاء الدولة اللبنانية فرصة للتحرك على الصعيدين السياسي والدبلوماسي، وعدم توفير ذريعة لإسرائيل لشنّ حرب شاملة".
وعن "القوة" التي تحدّث عنها لاريجاني والتي من شأنها قلب الموازين، شدّد قصير على أنه "لا يمكن لأحد أن يحدّد ساعة الصفر التي سيختارها الحزب لإطلاق هذه القوة، فقرار الحرب والسلم محكوم بمعطيات ميدانية وسياسية متشابكة. لكن برأيي الشخصي، الحزب اليوم حذر من إمكان أن تقدم إسرائيل على شنّ عدوان واسع، ولذلك يفضّل تعزيز بنيته الداخلية وترميم صفوفه استعداداً للرد الكبير إذا فرضت المواجهة".
ولفت قصير إلى أن "المعطيات التي تتداولها مصادر سياسية ودبلوماسية متعدّدة تشير إلى أن شهري تشرين الأول وتشرين الثاني سيكونان حاسمين، سواء على صعيد خطة إعادة تفعيل دور الجيش اللبناني، أو على مستوى احتمالات التصعيد الإسرائيلي الكبير. وهذا ما يفرض على اللبنانيين جميعاً، قوى سياسية وشعبية، تعزيز الوحدة الداخلية لمواجهة أي تحديات مقبلة".
أما عن الحديث المتداول حول أن التصعيد المقبل قد يكون أشدّ قسوة من حرب أيلول الأخيرة، فأكد قصير أن "لا أحد يملك معلومات دقيقة أو نهائية حول ذلك، لكن ما يتسرّب عبر القنوات الدبلوماسية والصحافية يشي بأن المنطقة تقف فعلاً على أبواب مرحلة حساسة وخطيرة، وأن التهديدات الإسرائيلية المستمرة لا يمكن الاستهانة بها".