أكد الكرملين، السبت، عقد قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب، يوم الجمعة المقبل في ولاية آلاسكا، واصفاً اختيار الموقع بأنه «منطقي تماماً».
ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن مساعد الكرملين يوري أوشاكوف قوله إن «روسيا والولايات المتحدة جارتان قريبتان وتحدان بعضهما البعض»، مضيفاً: «يبدو منطقياً أن يسافر وفدنا عبر مضيق بيرينغ لعقد هذه القمة الهامة والمنتظرة بفارغ الصبر بين الزعيمين في آلاسكا». وأوضح أن المحادثات ستركز على بحث الخيارات المتاحة للتوصل إلى حل سلمي طويل الأمد للأزمة الأوكرانية، مشيراً إلى أن موسكو دعت ترامب لزيارة روسيا بعد القمة.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» أن واشنطن وموسكو تعملان على بلورة اتفاق يهدف إلى وقف الحرب في أوكرانيا، ويكرّس سيطرة روسيا على الأراضي التي استولت عليها منذ بدء عمليتها العسكرية. ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة أن مسؤولين من الجانبين يناقشون ترتيبات هذه الأراضي تمهيداً للقمة، في حين اقترح ترامب، خلال لقائه الصحافيين في البيت الأبيض الجمعة، اتفاقاً يشمل «تبادلاً للأراضي لتحسين وضع كليهما».
ولم تصدر كييف موقفاً رسمياً بشأن تقرير «بلومبرغ»، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال في بيان عقب نشر التقرير، من دون الإشارة إليه، إن «الولايات المتحدة عازمة على تحقيق وقف إطلاق النار، ويجب أن ندعم جميع الخطوات البناءة، إذ لا يمكن تحقيق سلام دائم يمكن التعويل عليه إلا بتضافر الجهود».
ويطالب بوتين بالسيطرة على أربع مناطق أوكرانية هي لوغانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون، إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، علماً أن القوات الروسية لا تسيطر بشكل كامل على جميع أراضي هذه المناطق. وكانت أوكرانيا قد أبدت استعداداً لإبداء بعض المرونة في مساعي إنهاء الحرب التي دمّرت مدناً وبلدات وأوقعت خسائر بشرية كبيرة، إلا أن خسارة نحو خمس مساحة البلاد ستشكل تحدياً سياسياً وألماً وطنياً بالغاً لزيلينسكي وحكومته.
وفي تعليق على ما أوردته «بلومبرغ»، اعتبر تايسون باركر، نائب الممثل الخاص السابق لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون الانتعاش الاقتصادي في أوكرانيا، أن الأوكرانيين سيرفضون هذا الاقتراح، مضيفاً: «أفضل ما قد يفعله الأوكرانيون هو التمسك برفضهم وشروطهم للتسوية التفاوضية، مع التعبير عن امتنانهم للدعم الأميركي».
وبحسب «بلومبرغ»، فإن الاتفاق المقترح ينص على وقف روسيا هجومها في منطقتي خيرسون وزابوريجيا عند خطوط القتال الحالية.