في مقال تحليلي نشر في صحيفة "الجمهورية"، اعتبر الإعلامي جوني منيّر أن تصريح مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، الرافض لقرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح "حزب الله"، شكّل أول دخول رسمي وعلني لإيران على خط الأزمة اللبنانية. ويرى منيّر أن كلام ولايتي لم يكن موجهاً للداخل اللبناني بقدر ما هو رسالة مباشرة إلى واشنطن، فيما اعتبر البعض الآخر أنه "زلة"، كونه كشف بوضوح المرجعية الفعلية لهذا السلاح، وذلك في ظل سباق إيراني مع الوقت بسبب الضغوط الأميركية، وترتيبات إقليمية جديدة تسعى الولايات المتحدة لترسيخها.
ويربط المقال بين موقف طهران من لبنان والعراق ورفضها نزع سلاح "الحشد الشعبي"، ومعارضتها إنشاء ممر "زنغزور" الذي يعزلها عن بعض خطوط التجارة الإقليمية. كما يرصد منيّر كيف خسرت إيران أوراقاً استراتيجية في القوقاز وسوريا.
ويشير الكاتب إلى أن واشنطن وعواصم خليجية تتحرك لإخراج نفوذ إيران من لبنان والعراق، مستفيدة من قرارات حكومتي البلدين بحصر السلاح بيد الدولة. وفي العراق، أُسقط مشروع قانون لشرعنة "الحشد الشعبي" بدعم أميركي، بالتوازي مع اتهامات لجهات عراقية بتهريب النفط الإيراني للالتفاف على العقوبات.
أما في لبنان، فيوضح منيّر أن رد فعل "حزب الله" على قرار الحكومة بقي مضبوطاً ضمن تظاهرات محدودة، بسبب عدم قدرة طهران حالياً على التصعيد. وفي المقابل، بدأ القصر الجمهوري وضع خطط لتنفيذ القرار، وفتح قنوات خارجية للتحضير لمؤتمر إعادة الإعمار، بالتنسيق مع واشنطن وباريس.
ويحذّر منيّر من أن انسداد الأفق أمام التصعيد الأمني والسياسي قد يفتح الباب لعودة سلاح الاغتيالات كخيار وحيد، على غرار ما أعقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005، مستشهداً بكلام وليد جنبلاط: "عند تغيير الدول احفظ رأسك".