في هذا السياق، أوضح رئيس حزب البيئة العالمي والعالم البيئي الدكتور دوميط كامل، في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، أنّ "هذه الظاهرة قيد الدراسة الدقيقة من قبل فريقه"، مشيرًا إلى أن "ما نشهده هو انعكاس مباشر للاضطرابات الحاصلة في توزيع الكتل الهوائية الحارّة والباردة على سطح الأرض، الأمر الذي يؤثّر بشكل واضح على أنماط الهجرة لدى الطيور، والتي تُعتبر كائنات حسّاسة جدًّا تجاه التغيرات المناخية".
وأضاف: "من الواضح أن هذه الطيور ضائعة في مسارات هجرتها، وهو أمر غير معتاد، الطيور عادةً تبدأ هجرتها نحو أفريقيا في شهر أيلول، لكن من المحتمل أنها واجهت تغيّرات مناخية غير متوقعة في منطقة ما، ما جعلها تغيّر مسارها أو تعود أدراجها، وهذا أمر يعبّر عن حالة من الإرباك الجوي تؤثّر حتى على الكائنات المهاجرة".
وحول الوضع المناخي في لبنان، أشار كامل إلى أنّه "منذ العام 2000 لم يعد المناخ مستقرًا في لبنان، فنحن نشهد تقلبات حادّة وغير مألوفة، تبدأ بموجات جفاف طويلة وقد تصل إلى تساقط الثلوج في فترات مبكرة أو متأخرة من السنة، هذا كله يؤكد أننا نعيش مرحلة مناخية غير منتظمة، ولا يمكن التنبؤ بها بسهولة".
وختم كامل مؤكدًا أن "ما نأمله هو مرور موجة الحر الحالية بسلام، دون أن تتفاقم تأثيراتها على الإنسان أو البيئة"، مشدّدًا على أن "الفترة المقبلة تستدعي متابعة علمية دقيقة، لأن ما يحدث لم يعد عاديًا، بل يدخل في إطار التحوّلات المناخية العالمية الأوسع".