لا يرى النائب السابق الدكتور فارس سعيد، أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، قد أتى إلى بيروت للحديث مع اللبنانيين، معتبراً أنهم "لا يفهمون اللغة الإيرانية"، مؤكداً أنه "كان يجدر بإيران أن توفد مسؤولاً يتحدث الإنكليزية، بدلاً من اللغة الإيرانية، لكي يسمعه توم برّاك من دون ترجمة".
وفي حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، وصف الدكتور سعيد زيارة لاريجاني بجولة "المالك على أملاكه"، من أجل التأكيد بأن "الأمرة على سلاح حزب الله هي لإيران، التي صرفت قرابة 25 مليار دولاراً على هذا السلاح، ما يستوجب التفاوض معها قبل تسليمه وليس مع لبنان".
وعن الجهة التي سيفاوضها لاريجاني، يقول الدكتور سعيد إنها واشنطن، التي ترفض حتى الساعة الجلوس على طاولة التفاوض مع إيران، معتبراً أنه بعد حربٍ دامت 12 يوماً وتدمير المحطات النووية الإيرانية، أراد لاريجاني استدعاء انتباه الأميركيين عبر لبنان من أجل استئناف المفاوضات.
في المقابل وبالنسبة للأميركيين، يشير سعيد إلى أنه لدى سؤال الموفد الأميركي توم براك خلال زيارته الأخيرة للبنان، عن ارتباط سلاح الحزب بالمفاوضات الأميركية – الإيرانية، نفى وجود أي علاقة بين الملفين، ما يعني أن الأميركيين قد فصلوا ما بين إيران والساحات العراقية واللبنانية والفلسطينية، وبالتالي، لم يعد بإمكان طهران أن تستخدم ورقة "حزب الله" في لبنان، وأن تدفع الحزب إلى الموت ثم تفاوض عليها مع واشنطن.
وعن ارتدادات زيارة لاريجاني في ملف "حصرية السلاح" وما إذا كانت ستدفع نحو تفاقم الأزمة، يستبعد سعيد أي تصعيدٍ، معتبراً أن لاريجاني لا يزور لبنان لدعوة الحزب إلى التصعيد لأنه كان من الممكن أن يقوم بذلك من طهران ومن دون أن يتكبّد عناء السفر من بغداد إلى تركيا فلبنان، فالسبب هو القول للأميركيين بأنه عليهم الحوار معه مباشرةً.
ويؤكد سعيد أن ما استرعى انتباه اللبنانيين هي المواقف التي أعلنها الرئيسان جوزف عون ونواف سلام أمام لاريجاني، التي سجلت سابقةً لم يعرفها لبنان منذ العام 1969، حيث أنها المرة الأولى التي يسمع فيها اللبنانيون كلاماً مختلفاً من رئيسي الجمهورية والحكومة، يرفضان فيه أي تدخل في الشؤون اللبنانية.
ويتوقع سعيد أن يبقى المسار التنفيذي لقرار الحكومة حول حصرية السلاح، على إيقاعه الحالي وأن تقدم قيادة الجيش خطتها إلى مجلس الوزراء في 31 الجاري، وسيتم تنفيذها في 31 كانون الأول المقبل، ومن دون أي تعديل.