كشف موقع "ميدل إيست مونيتور" أنّ مجموعة من المشرّعين الأميركيين المتحالفين مع اليمين الإسرائيلي، تتحرّك لتقديم مشروع قرار مثير للجدل في الكونغرس يستهدف تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى منذ عقود.
ووفقاً للموقع، يقود المبادرة العضوان الجمهوريان كلوديا تيني وكلاي هيجينز، بدعم من "المنظمة الصهيونية الأميركية" ومؤسسة "حقيقة الشرق الأوسط"، وهما مجموعتان يمينيتان على ارتباط وثيق برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وينصّ مشروع القرار على اعتراف مجلس النواب الأميركي بالسيادة الإسرائيلية الكاملة على المسجد الأقصى – الذي تسمّيه إسرائيل "جبل الهيكل" – إضافة إلى التأكيد على ما يصفه بـ"الحق غير القابل للتصرف للشعب اليهودي في الوصول الكامل إلى الموقع والصلاة فيه".
كما يعيد المقترح التشديد على الاعتراف الأميركي بالقدس "عاصمة موحّدة" لإسرائيل، ويقدّم رواية تزعم أنّ اليهود والمسيحيين يخضعون لـ"قيود صارمة" على دخول الموقع مقارنة بالمسلمين، مع الإشارة إلى أنّ المسلمين يدخلون الأقصى من 11 باباً، بينما يُسمح لغير المسلمين باستخدام باب واحد لساعات محدودة، ومنعهم من الدخول يومَي الجمعة والسبت.
ويرى محلّلون أن المشروع يتجاوز مسألة "المساواة الدينية"، إذ يمهّد عملياً لإلغاء اتفاقية وادي عربة لعام 1994 التي كرّست الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى، ما قد يفتح الباب أمام تداعيات سياسية وأمنية واسعة في المنطقة.
وبموجب الترتيب الحالي، تحتفظ الأوقاف الإسلامية الأردنية بالإدارة الدينية للموقع، وأيّ تغيير في هذا النظام يُعدّ خطوة شديدة الحساسية سياسياً وأمنياً، في ظل التحذيرات من أنّ المبادرة تتماشى مع أجندة اليمين الإسرائيلي الساعية إلى فرض سيطرة كاملة على القدس المحتلة، وتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً.
ويُعدّ كلّ من تيني وهيجينز من أبرز الداعمين لإسرائيل في الكونغرس، ويحظيان بدعم متواصل من "أيباك". وكانت تيني قد تقدّمت في كانون الثاني 2025 بمشروع قرار لتغيير اسم الضفة الغربية إلى "يهودا والسامرة". أما هيجينز، المعروف بمواقفه العنيفة تجاه الإسلام، فاضطرّت إدارة "فيسبوك" مراراً إلى حذف منشوراته المحرّضة ضد المسلمين.
وتقف خلف المشروع منظمتان يمينيتان نافذتان: "المنظمة الصهيونية الأميركية" التي تأسست عام 1897، و"مؤسسة حقيقة الشرق الأوسط" التي أسستها سارة ستيرن عام 2005، وتعمل كمركز تفكير موجّه نحو دعم الرواية الإسرائيلية في واشنطن.
في المقابل، وثّقت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية تصاعداً في الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات خلال تشرين الأول/تشرين الأول الماضي، حيث سجّل المسجد الأقصى أكثر من 27 اقتحاماً للمستوطنين بحماية قوات الاحتلال، ومنع رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي، إلى جانب أداء طقوس تلمودية داخل الأقصى خلال الأعياد اليهودية.