قد يكون الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، قد حمل رسالةً مخفية بين سطور أجوبته على الأسئلة الموجهة إليه في بيروت، وقد وجهها إلى الولايات المتحدة الأميركية "خلف البحار والمحيطات". إلاّ أن رسالته المعلنة بوضوح هي دعم "حزب الله" بوجه قرار الحكومة ببسط سلطتها الشرعية على أراضيها، كما يقرأها الكاتب السياسي والمحلل علي حماده، والذي يقول ل"ليبانون ديبايت" إن مهمة علي لاريجاني، وهو موفد من قبل السلطات الإيرانية إلى لبنان، تتصل بلملمة الشمل وبتقديم الدعم السياسي والمعنوي للحزب، أو ل"ما تبقّى من الفريق الممانع في لبنان".
ويجد المحلل حماده أن الزائر الإيراني، استخدم عبارات تحمل على الشكّ بنوايا إيران تجاه الدولة اللبنانية، خصوصاً عندما تحدث عن "ضرورة أن يكون حوار داخلي بين الحكومة والطوائف اللبنانية مع المقاومة"، وبالتالي تأكيده بأن إيران تدعم نتائج هذا الحوار، وهو ما يرى فيه حماده "المزيد من التدخل بالشؤون اللبنانية".
إضافةً إلى ذلك، يعتبر حماده أنه وبمجرد قبول لاريجاني بأن يحصل الإستقبال "الشعبي"، الصغير والضئيل على باب المطار، وبما تمّ إطلاقه من هتافات، فإن هذا الأمر يعني بوضوح أن الإيرانيين لا يزالون ينظرون إلى لبنان بالنظرة السابقة نفسها، مع الإشارة بالتأكيد إلى أن الإستقبال في المطار قد حصل بالتشاور والتنظيم مع السفارة الإيرانية في بيروت.
أمّا بالنسبة إلى الموقف الأبرز الذي أطلقه لاريجاني، فيلفت حماده إلى أنه دعم موقف "حزب الله" برفض تسليم السلاح، وذلك تماماً كما سبق وأن دعم الحشد الشعبي في العراق قبل يومين، وذلك من أجل عدم قيام الطرفين، بتسليم السلاح إلى الحكومة، أو حلّ الحشد الشعبي.
ويشير حماده إلى أن "اللقاء كان فاتراً بين لاريجاني والرئيس جوزف عون، كما أن لقاءه مع رئيس الحكومة نواف سلام كان "فاتراً جداً"، ما يؤكد على أن "العلاقات ليست على ما يرام".
وبالتالي يتوقع حماده أن يكون عنوان المرحلة "التصعيد وليس الإحتواءً لأزمة سلاح حزب الله، لأنه خلافاً لأي تصريحات، فإن إيران أرسلت لاريجاني إلى لبنان، لإبلاغ رسالة وجاهية للحزب، بأنها تدعم موقفه الرافض رفضاً قاطعاً تسليم السلاح، بمعنى "أننا أمام مرحلة تفاقمٍ للأزمة وليس لإيجاد الحل، سواء مع إيران أو مع الحزب."