وقّع وزير الدفاع التركي يشار غولر ونظيره السوري مرهف أبو قصرة، في أنقرة، اتفاقية تعاون عسكري مشترك تهدف إلى تعزيز قدرات الجيش السوري، وتطوير مؤسساته وهيكليته، ودعم إصلاح قطاع الأمن بشكل شامل.
وتنص الاتفاقية على تبادل منتظم للأفراد العسكريين لرفع الجاهزية العملياتية وتعزيز العمل المشترك، إضافة إلى إرسال خبراء مختصين لدعم تحديث الأنظمة العسكرية.
وأوضح وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن بلاده تواجه تحديات خطيرة، في مقدمتها الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة التي تمثل خرقًا واضحًا للسيادة السورية. بدوره، اتهم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إسرائيل بالسعي لإثارة الفوضى في سوريا وإضعافها، داعيًا دول المنطقة إلى دعم الدولة السورية في جهودها لبناء "سوريا جديدة".
وقال فيدان: "هناك أطراف لا تريد استقرار سوريا، كما أن هناك من يسعى لفرض واقع سلبي عليها. أولوية إسرائيل إحداث الفوضى وإضعاف سوريا، وهذا مرفوض وسيكون له أثر على دول المنطقة بأكملها".
ويأتي الاتفاق في ظل سياق إقليمي معقد، حيث يُرتقب عقد اجتماع بين العراق وسوريا وتركيا للتنسيق حول مياه نهر الفرات، وسط استمرار التصعيد الإسرائيلي في الجنوب السوري. فمنذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في كانون الأول 2024، نفّذت إسرائيل مئات الضربات الجوية على أهداف عسكرية في سوريا، وتوغلت داخل المنطقة العازلة في الجولان المحتل، إضافة إلى تقدم قواتها في بعض مناطق الجنوب، مبررة ذلك بمنع السلطات الجديدة من السيطرة على أسلحة كانت بيد النظام السابق.
وتؤكد إسرائيل منذ ذلك الحين أنها لن تتساهل مع أي "تهديد" ينطلق من جنوب سوريا، في وقت يشدد فيه المسؤولون السوريون والأتراك على رفض هذه الخروقات وضرورة دعم استقرار البلاد.