تحدث عضو المجلس السياسي في "حزب الله"، غالب أبو زينب، عن زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إلى لبنان، مشيراً إلى أن الزيارة جاءت لتجديد التأكيد على عمق العلاقة بين طهران وبيروت، وأن "لبنان صديق لإيران ولديه حلفاء فيها، ولا يمكن أن يتحول إلى ساحة للإسرائيلي".
وفي حديث إلى إذاعة "سبوتنيك"، اعتبر أبو زينب أن النفوذ الأميركي في لبنان "تاريخي"، لكنه اليوم تحوّل إلى وقاحة في التعاطي العلني، في مقابل تراجع مفهوم العمل السياسي وانهيار السيادة والكرامة الوطنية، على حد وصفه. وانتقد "ورقة الاتفاق بين لبنان وإسرائيل" قائلاً إنها "لا تتضمن ضمانات فعلية، وتصُب في مصلحة إسرائيل".
وأضاف، "لا يمكن القبول بما قدم لنا، خاصة أننا أمام خطر ما يسمى بـ"إسرائيل الكبرى"، ما يتطلب التكافل والتكاتف بين اللبنانيين لحماية بلدهم، بدلاً من التعاون مع الإدارة الأميركية في سياق تفكيك البلد"، داعياً إلى الإصغاء للداخل وتحقيق توازن في التفاعل مع الإقليم لمصلحة لبنان، بعيداً عن منطق الغلبة بين الفئات أو الأحقاد الداخلية والإقليمية، أو محاولات تغيير المعادلة الداخلية وضرب اتفاق الطائف.
وأوضح أبو زينب أن هناك قواسم مشتركة تجمع "حزب الله" مع إيران حول خيار المقاومة في لبنان والمنطقة، مؤكداً أن "الدعم الإيراني لم يكن يوماً تحكماً في القرار اللبناني"، وأن "إيران لا تملك مصالح اقتصادية في لبنان ولا علاقة لها بملفات الفساد".
وأشار إلى أن ما أعلنه الأمين العام لـ"حزب الله" كان واضحاً في مد اليد والحرص على استقرار لبنان، مؤكداً وجود خط أحمر يتمثل في "ضرورة المعالجة الجذرية للاحتلال قبل البحث في موضوع السلاح"، ومحذراً من أن "أي فتنة أو مواجهة بين الجيش والمقاومة تتحمل مسؤوليتها الحكومة".
ودعا أبو زينب رئيس الجمهورية جوزيف عون إلى اتخاذ قرارات تاريخية تُحسب له لتجنيب البلد الانزلاقات، محذراً من أن "العمل السياسي لا يقوم على القرارات القطعية"، ومنتقداً ما وصفه بـ"انقلاب الرئاسات على جوهر التعاطي السياسي" وعجزها عن مواجهة الضغوط الأميركية، عبر تبني الورقة الأميركية. وأضاف: "من يظن أنه قادر على تأمين استمراريته السياسية أو تغيير مسار التاريخ بالتحالف مع الأميركي على حساب التوازنات الداخلية فهو واهم، فالأميركي يحترم القوي لا الضعيف".
وأشاد بدور رئيس مجلس النواب نبيه بري، وحرصه على وحدة لبنان وانفتاحه على الحوار، مثمّناً خبرته ونضوجه السياسي، مؤكداً أن "الثنائي الوطني" حريص على منع تحول لبنان إلى ساحة إسرائيلية. واعتبر أن الحفاظ على البلد يتطلب التمسك بأوراق القوة، وتحسين شروط التفاوض لحماية الحدود وتعزيز قوة لبنان.
وختم أبو زينب بالتأكيد أن "حزب الله لن يستخدم سلاحه إلا في إطار الدفاع عن النفس وعن لبنان"، داعياً كل الأطراف إلى النظر من زاوية المصلحة الوطنية الكبرى، والانفتاح على حلول تراعي الوضع الداخلي وتحافظ على السلم الأهلي، وتؤمن وحدة لبنان بعيداً عن خدمة أي أجندة إسرائيلية.