ويضيف سريوي: "توسعت إسرائيل تدريجياً في هذه المنطقة منذ احتلالها الأول عام 1967 خلال حربها مع سوريا، ثم التوسع عام 1982، وامتدت لاحقاً عام 1989 لتشمل عدة نقاط داخل الأراضي اللبنانية، أبرزها مركز السداني وبركة النقار ومركز الرادار. وتُظهر خرائط "غوغل إيرث" وجود نقاط عسكرية إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية، وهو ما يؤكد فرض إسرائيل لمنطقة استراتيجية جديدة تشرف على شبعا وكفرشوبا وكامل الأراضي اللبنانية غرباً".
ويؤكد أن "هذا السلوك الإسرائيلي ليس بجديد، لكنه يحمل أبعاداً خطيرة جداً تستدعي تحرك الحكومة اللبنانية العاجل لوقف هذه الانتهاكات. من الضروري نشر الجيش اللبناني في تلك المناطق، لأن هذه الأراضي لبنانية مئة بالمئة. التهاون أو عدم اتخاذ إجراءات من الجيش أو اليونيفيل سيكرس واقعاً جديداً تشبه سياسة الاحتلال والاستيطان التي نفذتها إسرائيل في الجولان المحتل، وصولاً إلى ضمه".
ويشير سريوي إلى "تصريح رئيس الأركان الإسرائيلي خلال زيارته الأخيرة لموقع قرب الخيام، حيث أكد أن إسرائيل "لن تنسحب من لبنان ولن تتراجع"، ما يعكس عزم تل أبيب على إنشاء منطقة عازلة على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة لترسيخ سيطرتها، في ظل غياب تدابير رادعة من الدولة اللبنانية، أو مجلس الأمن، أو الأمم المتحدة، أو حتى قوات اليونيفيل، وبسبب هذا الغياب، تستمر في انتهاكاتها وتمنع السكان من العودة إلى القرى الحدودية أو المرور على الطرق المحاذية للحدود، من الناقورة وصولاً إلى الغجر".
وفي ختام حديثه، يحذر سريوي من "الوضع الخطير الذي تحاول إسرائيل فرضه بالقوة، خاصة بعد تصريح المبعوث الأميركي توماس باراك الذي أكد عدم وجود ضمانات لانسحاب إسرائيل من لبنان، في وقت تبدو تل أبيب غير معنية بالانسحاب، بل تخطط لتوسيع مناطق احتلالها بدءاً من اتجاه شبعا وربما محاور أخرى داخل الأراضي اللبنانية قريباً".