كشف مصدر دبلوماسي غربي أنّ الولايات المتحدة اقترحت على أوكرانيا ضمانة أمنية تشبه المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مقابل تخلّي كييف عن فكرة الانضمام إلى الحلف. وأكد المصدر أنّ القادة الأوروبيين رحّبوا بالمبادرة الأميركية التي تهدف إلى حماية سيادة أوكرانيا وردع أي اعتداء عليها.
تُعدّ المادة الخامسة حجر الزاوية في الناتو، إذ تنص على مبدأ الدفاع الجماعي، بحيث يُعتبر أي هجوم مسلّح على دولة عضو هجوماً على جميع الأعضاء. وبموجبها، تتعهد الدول بمساعدة الطرف المعتدى عليه فوراً وبالوسائل التي تراها مناسبة، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة. غير أنّ تفعيل المادة ليس تلقائياً، إذ تملك كل دولة حرية تحديد نوع الدعم، سواء كان عسكرياً أو سياسياً أو اقتصادياً. وقد جرى تفعيلها مرة واحدة فقط، عقب هجمات 11 أيلول 2001 على الولايات المتحدة.
وتُستخدم المادة الخامسة غالباً كأداة ردع سياسية، إذ لوّح بها رؤساء أميركيون سابقون، بينهم دونالد ترامب، للضغط على الدول الأعضاء لزيادة إنفاقها الدفاعي.
وبحسب المصدر الدبلوماسي، فإنّ ترامب أعاد طرح فكرة تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة، بديلاً عن انضمام كييف إلى الحلف.
وتنظر موسكو منذ سنوات بعين الريبة إلى مساعي أوكرانيا للانضمام إلى الناتو، معتبرة أنّ تمدد الحلف في جوارها المباشر يهدد أمنها الاستراتيجي، وقد وجّهت انتقادات متكررة لسياسته التوسعية.