ويرى أبو زيد، في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، أن "الزيارة الأميركية الأخيرة إلى لبنان تأتي في إطار كسب الوقت، لا أكثر، وهي أشبه بـ"ضربة على الحافر وضربة على المسمار"، أي محاولة لموازنة المواقف وتهدئة الأجواء مع مختلف الأطراف".
بحسب أبو زيد، فإن "الإشادة برئيس مجلس النواب نبيه بري ليست مجانية، بل تحمل رسائل متعددة في أكثر من اتجاه، فمن جهة، هناك تطمين واضح للطائفة الشيعية، ومن جهة أخرى، تحمل الرسالة أبعادًا إقليمية ودولية، خاصة تجاه إسرائيل، التي كان من المفترض أن تتجاوب مع الخطوة اللبنانية – الأميركية المشتركة، في إشارة إلى خطة بسط سيادة الدولة وسحب السلاح".
ويعتبر أبو زيد أن "هذه الإشارات تعني أن واشنطن لا تتجه إلى الحرب، ولا حماسة لديها لها، بل هي تسعى لإيجاد تسوية ما، وربما لإدارة الصراع أكثر مما تسعى لحسمه".
ويؤكد أن "المشهد لا يوحي بأننا على أبواب حرب، بل أن هناك محاولة جدية لإيجاد مخرج قبل نهاية الشهر الجاري، وهو الموعد المحدد لتقديم خطة الجيش اللبناني. مشيرًا إلى أن هناك شرطًا أساسياً يتمثل في ضرورة تجاوب إسرائيل مع هذه الخطة، لا سيما أن بري يُشَاد به كونه يقود مفاوضات غير مباشرة، ما يعني وجود نية للوصول إلى نوع من التسوية السياسية – الأمنية. ويربط أبو زيد المشهد اللبناني بالسياق الإقليمي"، معتبرًا أن "الوضع مرتبط بمفاوضات أكبر تشمل إسرائيل، وسوريا، وإيران".
ويضيف: "علينا أن ننتظر إلى أين ستصل المفاوضات الأميركية – الإيرانية، فالأميركيون ليسوا في وارد تدمير إيران، كما يروّج البعض، بل هم في الواقع يفضلون وجود إيران كقوة موازنة في وجه السنّة، ضمن خطة الفوضى التي تعتمد على إشعال النزاعات بين مكوّنات المنطقة".
أما بالنسبة للحدود الشرقية، فيطمئن أبو زيد إلى أن "لا خطر محدق فيها، ويؤكد أن موضوع المقاومة شأن لبناني داخلي. وفيما يتعلق بمصير قوات اليونيفيل، يشير إلى أن الأميركيين بدأوا بتخفيف مصاريفهم في كل مكان، في حين أن الأوروبيين لا يزالون متمسكين باستمرار وجود اليونيفيل، ما يعكس تباينًا واضحًا في النظرة الدولية إلى هذا الملف".