اقليمي ودولي

euronews
الأربعاء 20 آب 2025 - 10:24 euronews
euronews

بعد الحرب مع إسرائيل... خامنئي بين خيار التنازلات أو ضربات عسكرية جديدة

بعد الحرب مع إسرائيل... خامنئي بين خيار التنازلات أو ضربات عسكرية جديدة

خلص تحليل نشرته صحيفة جيروزاليم بوست بتاريخ 19 آب 2025 إلى أنّ المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي يواجه خيارين صعبين: إما أن "يشرب كأس السم" عبر تقديم تنازلات دبلوماسية، أو أن يواجه ضربات عسكرية جديدة قد تطاله شخصياً.


وأوضح التحليل أنّ إيران تجد نفسها أمام "معضلة استراتيجية" بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، التي انتهت في 24 حزيران 2025 بمشاركة القوات الجوية الأميركية، والتي كبّدت طهران خسائر كبيرة، إذ أعادت برنامجها النووي إلى الوراء نحو عامين، وقيّدت قدراتها الصاروخية، وأدت إلى مقتل عدد من أبرز قادتها العسكريين والاستخباراتيين.


أشار التقرير إلى أنّ إيران ردّت على نتائج الحرب بطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووقف التعاون معهم لأكثر من شهر، كما امتنعت عن التفاوض مع الولايات المتحدة، مكتفية بقنوات محدودة مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا. لكن هذه المحادثات لم تتناول جوهر الأزمة المتمثل في فقدان طهران لكثير من أوراقها التفاوضية. ورغم ذلك، طالبت إيران بتعويضات عن الحرب.


وذكر التحليل أنّ الدول الأوروبية الثلاث لوّحت بإعادة فرض العقوبات الشاملة (سناب باك) بحلول 29 آب إذا لم تقدم طهران تنازلات ملموسة، واصفاً هذا الوضع بأنه "كش ملك" لإيران، بعدما فقدت وسيلتها التقليدية في مواجهة الضغوط عبر رفع وتيرة التخصيب وزيادة أجهزة الطرد المركزي.


وأضاف أن إسرائيل ألحقت دماراً واسعاً بالبنية التحتية النووية الإيرانية، فيما ما زالت أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية ضعيفة، ما يجعل استعادة البرنامج النووي أمراً يحتاج إلى أشهر وربما سنوات، بخطوات محدودة. وتبقى إمكانية شن إسرائيل ضربات جديدة واردة قبل اقتراب طهران من عتبة السلاح النووي.


ورأى التقرير أن تهديد إيران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي فقد زخمه بعد الحرب، نظراً للوضع الراهن لبرنامجها النووي. وأمام طهران خياران: إما وقف أنشطة التخصيب لفترة محدودة، أو القبول بعرض أوروبي مؤقت يقضي بتمديد آلية "السناب باك" ستة أشهر إضافية حتى نيسان 2026.


وبحسب الصحيفة، فإن قبول هذا العرض سيعني تجميداً غير معلن للتخصيب، وهو أمر مفروض واقعياً في ظل الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية. لكن التيار المتشدد داخل النظام قد يرفض ذلك باعتباره "مكافأة لإسرائيل والغرب"، فضلاً عن إبقاء ورقة العقوبات بيد الدول الغربية لجولة جديدة من المفاوضات.


وفي ظل مقتل معظم القيادات العسكرية والاستخباراتية التي كانت تدفع خامنئي نحو التشدد، قد يميل الأخير، وفق التحليل، إلى الإصغاء للتيار "البراغماتي" بقيادة الرئيس مسعود پزشكيان، الذي يعتبر أنّ التفاوض هو الخيار الوحيد لتفادي حرب جديدة أو استهداف مباشر لرموز النظام.


واختتمت جيروزاليم بوست بالقول إنّ خامنئي قد يجد نفسه مضطراً لتكرار ما فعله سلفه روح الله الخميني عام 1988 عند توقيع اتفاق إنهاء الحرب مع العراق، حين وصف القبول بالقرار الدولي بـ"تجرّع كأس السم".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة