"ليبانون ديبايت" - باسمة عطوي
بالرغم من التوتر السياسي والعدوان الإسرائيلي شبه اليومي على قرى وبلدات الجنوب، تشهد أسواق لبنان في صيف ٢٠٢٥ حركة نشطة مع إستعادة الحيوية للقطاع السياحي، لا سيما في المناطق السياحية مثل الحمرا وجبيل والبترون، فالتوترات الإقليمية لم تؤثر بشكل كبير، على حجوزات المغتربين اللبنانيين الذين زاروا لبنان هذا الصيف، في حين أن أعداد السياح العرب لا زال خجولا، فكانت النتيجة حركة ناشطة في أسواق التجزئة كما تُظهر أرقام "مؤشر جمعية تجار بيروت -فرنسبنك لتجارة التجزئة"، للفصل الثاني من سنة 2025 الذي صدر مؤخرا.
يُظهر المؤشر أن الأجواء السائدة خلال الربع الثاني لسنة 2025 كانت إيجابية نسبياً، حيث شهدت الحركة التجارية تحسـّـناً ملحوظاً عمـّـا كانت عليه سابقاً، في حين أتت النتائج الفصلية لتـُـظهر آمال متجدّدة ببدء إستعادة العافية. وبالأرقام، سجـّـل "المؤشر مستوى إرتفاع قدره 33.13 بالمئة (بالمقارنة مع 30.01 في الفصل السابق)، مع تسجيل تحسـّـن حقيقي فصلي للنتيجة المجمـّـعة لقطاعات تجارة التجزئة، مع إستثناء مبيعات المحروقات التى شهدت هي الأخرى إرتفاعاً بنسبة3.51 بالمئة فقط من حيث الكميات (بعد + 29.24 بالمئة في الفصل السابق). وزاد تضخم الأسعار خلال الفصل الثاني من سنة 2025 بنسبة 2.76 بالمئة ، وفقاً لإدارة الإحصاء المركزي.
التحسن بالأرقام
وقد سجـّـلت أرقام الأعمال في الأسواق، في كافة القطاعات تحسـّـناً ملحوظاً، حيث أظهرت النتيجة المجمـّـعة لقطاعات تجارة التجزئة تراجعاً سنوياً حقيقياً، بلغ – 0.86 بالمئة فقط بالمقارنة مع ما كانت عليه في الفصل الثاني من السنة الماضية، وتحسـّـناً فصلياً حقيقياً ملحوظاً عمـّـا كانت عليه في الفصل السابق، حيث بلغت نسبته + 11.53 بالمئة بالمقارنة مع أرقام الفصل الأول لسنة 2025 (مع إستثناء قطاع المحروقات في الحالتين).
وأورد المؤشر أبرز النتائج السنوية في أرقام الأعمال الحقيقية: الحركة في المجمـّـعات التجارية (زيادة 42.61 بالمئة)، مبيعات أجهزة الهاتف الخليوية وقطع الغيار العائدة لها (زيادة 42.06 بالمئة)، البيع بالتجزئة لوقود المركبات- من حيث الكمية (زيادة31.68 بالمئة)، مبيعات الأحذية (زيادة+ 13.54 بالمئة)، مبيعات الأجهزة المنزلية الكهربائية، والراديو والتلفزيون (زيادة 11.01بالمئة)، مبيعات الملابس (زيادة10.93 بالمئة)، مبيعات الساعات والمجوهرات (زيادة + 10.19بالمئة) مبيعات التبغ (زيادة 0.32 بالمئة).
أما السلع التي سجلت إنخفاضا في مبيعاتها فهي، مبيعات معدّات البناء (إنخفاض21.62 بالمئة)، مبيعات سلع البصرية والسمعية (إنخفاض20.58 بالمئة)، مبيعات العطور ومستحضرات التجميل (إنخفاض19.15 بالمئة)، مبيعات السلع الرياضية وأدوات التسلية (إنخفاض – 19.00 بالمئة)،المطاعم والسناك بار (إنخفاض – 18.54 بالمئة)،مبيعات الأجهزة الطبية (إنخفاض 17.59 بالمئة)، مبيعات المخابز ومحلات الحلويات (إنخفاض 16.02بالمئة)، مبيعات السلع الصيدلانية (إنخفاض 12.12بالمئة) ، مبيعات المشروبات الروحية (إنخفاض 11.62 بالمئة، مبيعات السوبرماركت والمواد الغذائية (إنخفاض7.40 بالمئة)، مبيعات الأثاث والمفروشات (إنخفاض 3.84 بالمئة).
أما أبرز النتائج الفصلية (بحسب المؤشر) في أرقام الأعمال الحقيقية: مبيعات المخابز ومحلات الحلويات (زيادة 39.46 بالمئة)، مبيعات المشروبات الروحية (زيادة 37.00 بالمئة)،مبيعات أجهزة الهاتف الخليوية وقطع الغيار العائدة لها (زيادة 30.32 بالمئة)، مبيعات الأجهزة المنزلية الكهربائية، والراديو والتلفزيون (زيادة 24.88 بالمئة)، مبيعات التبغ (زيادة 19.58 بالمئة)، مبيعات الأحذية (زيادة 19.59 بالمئة، مبيعات العطور ومستحضرات التجميل (زيادة 15.24 بالمئة، مبيعات الساعات والمجوهرات (زيادة 13.22 بالمئة)، مبيعات السوبرماركت والمواد الغذائية (زيادة7.38 بالمئة)،مبيعات سلع البصرية والسمعية (زيادة 7.03 بالمئة)،مبيعات الأجهزة الطبية (زيادة 6.64 بالمئة)،مبيعات السلع الصيدلانية (زيادة 6.54 بالمئة، مبيعات الملابس (زيادة 4.16 بالمئة) ،البيع بالتجزئة لوقود المركبات - من حيث الكمية (زيادة 3.51بالمئة)، المطاعم والسناك بار (زيادة 2.58 بالمئة).
اما السلع التي سجلت إنخفاضا في مبيعاتها، فهي مبيعات معدّات البناء (إنخفاض 7.47 بالمئة)مبيعات الأثاث والمفروشات (إنخفاض2.41 بالمئة) الحركة في المجمـّـعات التجارية (إنخفاض 0.34 بالمئة، مبيعات السلع الرياضية وأدوات التسلية (إنخفاض 0.22 بالمئة).
التنير: حركة الاسواق موسمية وتتأثر بالإستقرار الأمني والسياسي.
أهم العوامل التى أدّت الى الإيجابية، بحسب المؤشر هو تنفيذ الإصلاحات، والعمل الجاد والدؤوب في إعادة توطيد العلاقات والتعاون مع الشركاء الدوليين، ولا سيما الخليجيين منهم. وتوقع البنك الدولي نمو الناتج المحلي الإجمالي اللبناني بنسبة 4.7 بالمئة خلال عام 2025، مدعوماً بزخم الإصلاحات وإستقرار سعر الصرف وإعادة إنتعاش القطاعين السياحي والإستهلاكي، ولو بشكل نسبي.
وفي هذا الاطار يشرح نائب رئيس جمعية تجار بيروت جهاد التنير ل"ليبانون ديبايت" أن "أسواق التجزئة في شهري تموز وآب شهدت حركة جيدة في كل لبنان عموما وفي كل القطاعات، ولا سيما أن هذه الفترة تترافق مع التنزيلات التي تقدمها المحال التجارية للزبائن، والأصداء التي تصل للمسؤولين أن المبيعات جيدة في كل المناطق التي كان يرتادها المغتربون"، لافتا " إلى أنه على الصعيد السياحي وفي قرى الإصطياف كانت حركة المطاعم وبيوت الضيافة ممتازة والحجوزات كاملة، وإنتعشت مبيعات محلات التجزئة في تلك المناطق، علما أن هذه الحركة موسمية وستنتهي مع بداية أيلول مع إنتهاء العطلة الصيفية للمغتربين، لأن معظم المدارس والجامعات في أوروبا ودول الخليج، تبدأ الدراسة بين أواخر آب وأوائل أيلول".
ويختم:"من المتوقع أن تتراجع حركة الأسواق في لبنان في أيلول، مع بداية موسم المدارس والجامعات الذي يُشكل ضغطا ماديا على الأهالي، لكن يمكن القول أن حركة الأسواق في لبنان هي موسمية في ظل الاوضاع السائدة حاليا، أي أن الإنتعاش يترافق مع مجيء المغتربين في موسم الصيف والأعياد، في حين أنها تتحرك بأموال المقيمين حين يشعرون بالإستقرار الأمني والسياسي، حينها يتشجعون على الصرف من مدخراتهم".