"ليبانون ديبايت"
تعيش محافظة السويداء تحوّلات أمنية واجتماعية معقّدة، وسط تراجع سلطة الدولة المركزية، لا سيما عقب الهجمات الارهابية عليها ووقع مجازر ادت الى سقوط الكثير من الضحابا، حيث وجدت فصائل محلية نفسها مضطرة إلى لعب دور أمني ، بهدف حماية الأهالي والحفاظ على السلم الأهلي داخل المحافظة.
وفي هذا الإطار أكد عضو مؤتمر الحوار الوطني جمال درويش في حديث خاص إلى "ليبانون ديبايت"، أنه تم يوم أمس، بتاريخ 23/08/2025، الإعلان رسميًا عن تشكيل جسم عسكري جديد تحت مسمى "قوات الحرس الوطني"، وذلك بعد تحضيرات استمرت لأكثر من شهرين، تكللت بانضمام نحو 30 فصيلًا من فصائل السويداء إلى هذا التشكيل الجديد.
وأوضح درويش أن البيان الصادر أمس عبّر بوضوح عن التزام الفصائل بالاندماج الكامل في إطار "قوات الحرس الوطني"، بما يشمل تسليم السلاح ودمج العناصر تحت إدارة واحدة، ضمن رؤية جماعية تهدف إلى حماية محافظة السويداء من أي خطر محتمل.
وقال درويش: "الهدف من تشكيل الحرس الوطني ليس الهجوم، وإنما الدفاع عن المحافظة وحماية الاستقرار في مدنها وقراها. المبادرة تُعدّ خطوة إيجابية من أبناء السويداء لتوحيد الفصائل وتنظيم الملف الأمني والعسكري تحت مظلة قيادة موحّدة وغرفة عمليات مشتركة".
وأشار إلى أن هذا التطور يمثل استجابة عملية للواقع الأمني الجديد، الذي فرضته تهديدات إرهابية متصاعدة، بالإضافة إلى انتشار السلاح العشوائي وما يحمله من مخاطر قد تُغرق المنطقة في فوضى واسعة، خاصة في ظل ما تواجهه السويداء من تحديات سياسية وأمنية.
وأضاف: "الاندماج الكامل يعني التزام الفصائل بأسلحتها وأفرادها ضمن المهام الدفاعية التي ستُناط بها، ومن شأن ذلك أن يملأ الفراغ الأمني، ويُسهم في فرض الاستقرار، خصوصًا على الحدود، وفي مواجهة الفلتان الأمني".
كما لفت درويش إلى أن خطوات لاحقة ستُتخذ لاستكمال التشكيل من خلال التواصل مع بقية الفصائل التي لم تنضم بعد، بهدف ضمها إلى الحرس الوطني، وبالتالي استكمال البناء الكامل لهذا الجسم العسكري الجديد.
وختم درويش حديثه بالقول: "بإيجاز، فإن تشكيل قوات الحرس الوطني هو ضرورة مرحلية تمّت بإرادة داخلية من أبناء السويداء، لحماية المحافظة، وضمان أمنها، والحفاظ على استقرارها".
الـــمــــزيــــــــــد
