اتهم عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محمد الصدر، إسرائيل بالضلوع في حادث سقوط المروحية الذي أودى بحياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في أيار 2024، معتبراً أن الحادث كان بمثابة "رسالة عملية" موجّهة إلى طهران.
وفي مقابلة عبر برنامج "سينرجي" الإلكتروني، قال الصدر إن "عبر اتصالاتي مع حزب الله ولبنان، كنت أعلم أن إسرائيل وحزب الله يوجهان رسائل متبادلة عبر الأعمال الميدانية، وجاء اغتيال رئيسي في هذا السياق". وأضاف أن الحديث عن تورط إسرائيل ما زال في إطار التحليل الشخصي، ولا يستند إلى أدلة رسمية أو وثائق دامغة.
ورداً على التقرير الرسمي الإيراني الذي نفى أي علاقة لإسرائيل، أوضح الصدر أنه عبّر عن رأيه بحرية، معتبراً أن "الرسالة الإسرائيلية في موقع الحادث كانت واضحة: إذا أردتم الاستمرار، فسنستمر أيضاً".
محمد الصدر، الذي شغل سابقاً منصب نائب وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية ومستشاراً لوزير الخارجية محمد جواد ظريف، هو ابن شقيق الإمام موسى الصدر وصهر ياسر الخميني، ويشغل عضوية مجمع تشخيص مصلحة النظام منذ عام 2017.
وكانت المروحية من طراز Bell 212 قد تحطمت في 19 أيار 2024 قرب قرية "أوزي" في محافظة أذربيجان الشرقية، ما أدى إلى استشهاد رئيسي وعبداللهيان وعدد من كبار المسؤولين. وأوضحت هيئة الأركان للقوات المسلحة الإيرانية في بيانات متتالية أن الحادث وقع نتيجة "ظروف جوية معقدة"، مشيرة إلى أن المروحية اصطدمت بجبل بسبب كثافة الضباب والرطوبة الجوية، وأن النيران اشتعلت فيها بعد الاصطدام، "وليس نتيجة عمل عسكري أو تخريبي".
الخلفية: يأتي هذا الجدل في سياق توتر متصاعد بين إيران وإسرائيل، خصوصاً بعد سلسلة اغتيالات استهدفت علماء ومسؤولين إيرانيين خلال الأعوام الماضية، نسبت طهران معظمها إلى جهاز "الموساد". كما تزامن حادث المروحية مع مرحلة حساسة شهدت فيها المنطقة مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن بشأن الملف النووي، وتصعيداً أمنياً في غزة ولبنان حيث تبادل حزب الله وإسرائيل الرسائل الميدانية.