اقليمي ودولي

الثلاثاء 26 آب 2025 - 06:27

طائرة "أورون" التجسسية... ورقة تفوّق استراتيجي لإسرائيل في سماء لبنان

طائرة "أورون" التجسسية... ورقة تفوّق استراتيجي لإسرائيل في سماء لبنان

تتابع الأوساط العسكرية بقلق تنامي القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية، لا سيما بعد الكشف عن طائرة "أورون" الجديدة، التي لعبت منذ 7 تشرين الأول 2023 دوراً محورياً في جمع المعلومات، ورصد الأهداف، وتقديم الإنذارات المبكرة، بما في ذلك خلال العملية الإسرائيلية ضد إيران في حزيران الفائت. هذه الطائرة التي تُحلّق أيضاً في سماء لبنان، شكّلت أداةً أساسية في تعزيز قدرة إسرائيل على شنّ الهجمات وضبط إيقاعها في الوقت الحقيقي، ما يمنحها تفوقاً نوعياً يثير مخاوف جدية في بيروت.


ووفق صحيفة Globes الإسرائيلية، فإن وزارة الدفاع الإسرائيلية ستنال في 2 أيلول "جائزة الدفاع الإسرائيلي" تكريماً لمديرية أبحاث وتطوير الدفاع (MAFAT)، صاحبة مشروع تطوير "أورون" بالتعاون مع الصناعات الجوية الإسرائيلية وسلاح الجو.


المشروع انطلق من تحويل طائرة أميركية من طراز Gulfstream G-550 إلى منصة تجسسية متكاملة، مزودة برادارات متطورة وكاميرات وأنظمة استماع، جرى تركيبها بسرعة قياسية خلال الحرب، لتتحول إلى أداة تمنح إسرائيل ميزة السيطرة اللحظية والمراقبة المتعددة الجبهات، من غزة إلى لبنان وإيران.


العقيد "ب."، رئيس قسم الأنظمة في MAFAT، أوضح أنّ "أورون" نُفذت خلالها عشرات العمليات ضد إيران، لافتاً إلى قدرتها على الانتقال بين جبهات عدة في مهمة واحدة، وتوفير صورة استخباراتية استراتيجية مستقلة. وأكد أن الطائرة أسهمت بشكل مباشر في تحسين الإنذارات الإسرائيلية ضد الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية منذ نيسان الماضي.


تكلفة المشروع بلغت نحو مليار دولار، أي ما يعادل أكثر من 10 أضعاف ثمن مقاتلة F-35 (80 مليون دولار)، بحسب التقديرات الإسرائيلية، حيث تعود الكلفة المرتفعة إلى تحويل الطائرة التنفيذية وأنظمة التجسس الفريدة التي طوّرت محلياً.


الطائرة تستوعب فريقاً من ثمانية ضباط استخبارات، وتضم عشرات الحواسيب وآلاف الحساسات. وهي قادرة على التحليق بسرعة 900 كلم/ساعة على ارتفاع 40 ألف قدم خلال 25 دقيقة فقط، ولمدة تصل إلى 10 ساعات متواصلة في مختلف الظروف الجوية. ما يجعلها فاعلة في جبهات إيران واليمن ولبنان وغزة.


و"أورون" هي الطائرة الثالثة في أسطول المهام الخاص بإسرائيل بعد "شافيت" (2006) التي تختص بالاستخبارات الإشارية SIGINT، و"إيتام" (2009) المخصصة للتصوير الجوي. أما الطائرة الجديدة فجمعت بين قدرات الطائرتين مع رادارات متطورة للرصد الجوي والأرضي، وتعمل جميعها انطلاقاً من قاعدة نفاتيم ضمن السرب 122 "هناخشون".


العقيد "ب." كشف أن إسرائيل بدأت العمل على الجيل الخامس من الطائرات التجسسية، التي ستدمج قدرات الحرب الإلكترونية بالجمع الاستخباراتي والهجوم، مشيراً إلى أن التعاون بين الصناعات الجوية الإسرائيلية ووحدات الاستخبارات الجوية والبحرية والبرية هو ما جعل "أورون" واحدة من أكثر الطائرات تقدماً في العالم.


في المقارنة الدولية، شبّه العقيد الطائرة بنظام AWACS الأميركي لكن بتكلفة أقل وحجم أصغر وأكثر مرونة. كما أوضح أن رادار AESA الذي طورته شركة "إلتا" يمنحها قدرة على تغطية آلاف الكيلومترات المربعة من دون الحاجة للاقتراب من الأهداف، خصوصاً في بيئات مكتظة كساحة غزة أو الأجواء اللبنانية.


وأضاف أنّ حجم البيانات الهائل الذي تجمعه الطائرة لا يمكن التعامل معه من دون الذكاء الاصطناعي، الذي يساهم في فرز المعلومات ورصد المؤشرات الاستثنائية وإبراز ما يستدعي المتابعة، قبل أن يتم دمجها مع بيانات من مصادر بصرية وإلكترونية أخرى.


وعن إمكانية استبدال الطائرات بالمسيّرات، قال إن "أورون" تبقى منصة أكبر قادرة على استيعاب أنظمة معقدة لا يمكن دمجها في الطائرات من دون طيار. وأكد أن الطائرات المسيّرة، رغم كثافة استخدامها في العمليات ضد إيران، لا يمكن أن تحل مكان الطائرات التجسسية.


وفي الختام، شدّد العقيد "ب." على أن "أورون" تمثل ثمرة رؤية استراتيجية طويلة الأمد بين وزارة الدفاع وسلاح الجو والصناعات الجوية، مضيفاً أنّ نيل "جائزة الدفاع" ليس سوى تكريس للدور الذي لعبته الطائرة على ساحات الحرب من غزة إلى لبنان وإيران.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة