أصدر وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة قرارًا قضى بإدخال "تلّ فدعوس – كفرعبيدا الأثري" على لائحة الجرد العام للأبنية التاريخية، وهو قائم على العقارات الممسوحة أرقام 741، 743، 744، 745، 748، 1408 من منطقة كفرعبيدا العقارية – قضاء البترون، في محافظة لبنان الشمالي.
وبموجب القرار، يُمنع القيام بأي عمل من شأنه تغيير الوضع الحالي للعقارات المذكورة، إلّا بعد الحصول على موافقة مسبقة من المديرية العامة للآثار، سواء لجهة طبيعة الأعمال المنوي تنفيذها أو المواد التي سيُصار إلى استعمالها.
الخطوة جاءت استنادًا إلى تقرير المديرية العامة للآثار رقم 3154 تاريخ 25 آب 2025، المتضمّن نتائج الحفريات الأثرية التي أظهرت وجود معالم لمدينة صغيرة محصنة تعود إلى العصر البرونزي الوسيط، ما اعتُبر اكتشافًا ذا قيمة علمية وتاريخية يضيء على دور القرى الساحلية في تلك الحقبة.
وفي السياق، التقى الوزير سلامة في مكتبه بالمكتبة الوطنية – الصنائع، بحضور المدير العام للآثار المهندس سركيس الخوري، ورئيس بلدية كفرعبيدا ميشال فغالي ونائبه عصام فدعوس وأعضاء المجلس البلدي، إضافة إلى الدكتور هرمان غانز المدير العلمي للبعثة الأثرية التابعة للجامعة الأميركية في بيروت. وجرى التداول في أهمية حماية الموقع الأثري وغيره من المواقع في مختلف المناطق اللبنانية، بمشاركة هيئات من المجتمع المدني.
يشكّل "تلّ فدعوس" في كفرعبيدا أحد أبرز المواقع الأثرية الساحلية المكتشفة حديثًا في شمال لبنان. ويأتي إدراجه على لائحة الجرد العام ضمن مسعى وزارة الثقافة لتوسيع رقعة الحماية القانونية للمواقع التاريخية، بعدما سبق أن اتخذت قرارات مماثلة طالت مواقع أثرية في البترون وصور وصيدا، في محاولة لوقف التعديات العمرانية وتثبيت هذه المواقع كجزء من الهوية الثقافية والوطنية.