حذرت إيران من أنّ إقدام الدول الأوروبية على تفعيل عقوبات "آلية الزناد" المنصوص عليها في اتفاق 2015 النووي، سيترك انعكاسات خطيرة على تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال نائب وزير الخارجية كاظم غريب آبادي في تصريحات للتلفزيون الرسمي، الأربعاء، إنّه "في حال الإقدام على هذه الخطوة، سيتأثر بالكامل المسار التفاعلي الذي أطلقناه للتو مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. سيتوقف على الأرجح".
التصريحات الإيرانية تزامنت مع انطلاق مباحثات في جنيف بين طهران ودول الترويكا الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا)، في محاولة لتفادي تفعيل "آلية الزناد" التي قد تعيد فرض عقوبات دولية شاملة على إيران.
وفي موازاة ذلك، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي أنّ مفتشي الوكالة بدأوا، الأربعاء، عمليات تفتيش في محطة بوشهر النووية جنوب غربي إيران، التي كانت قد نجت من القصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة في حزيران الماضي. وأوضح غروسي من واشنطن: "إنهم هناك الآن. اليوم يتفقدون محطة بوشهر"، مضيفاً أنّ المباحثات ما زالت جارية بشأن السماح بتفتيش مواقع أخرى مثل "فوردو" و"نطنز" اللذين تعرضا للقصف، مؤكداً أنّ الوكالة "لا تقبل عمليات تفتيش انتقائية".
كانت إيران قد علّقت تعاونها مع الوكالة مطلع تموز، عقب الحرب التي شنّتها إسرائيل، لتعود وتسمح بدخول أول فريق من المفتشين هذا الأسبوع. ويأتي ذلك وسط تصاعد الضغوط الغربية لإجبار طهران على الانصياع لمقتضيات اتفاق 2015، فيما تتمسك إيران بأنّ استمرار الضغوط والعقوبات سيدفعها إلى تقليص التعاون وربما الانسحاب من التزاماتها.
في المقابل، يحذّر مراقبون من أنّ تفعيل "آلية الزناد" قد يعيد الأزمة النووية الإيرانية إلى مربعها الأول، ويزيد التوتر مع واشنطن وتل أبيب اللتين تراقبان عن كثب نشاط طهران النووي بعد الحرب.