في خطوة وُصفت بأنها الأولى من نوعها منذ انطلاق العمل الفلسطيني المسلح في الجنوب، سلّمت حركة "فتح" دفعات من السلاح الثقيل للجيش اللبناني من داخل مخيمات الرشيدية، البص، والبرج الشمالي في منطقة صور، بموجب اتفاق مسبق مع الحكومة اللبنانية.
وجرت العملية بإشراف قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب، وبحضور قيادات من "فتح"، ونُقلت الأسلحة عبر شاحنات متوسطة (بيك أب) إلى ثكنة الشواكير، حيث تسلّمها فوج التدخل الثاني بإشراف مديرية المخابرات في الجيش.
وبحسب المعلومات، فإن الأسلحة التي جرى تسليمها شملت صواريخ غراد، قاذفات B7، مدافع هاون، قذائف صاروخية، أسلحة رشاشة وذخائر متنوعة. وقد بلغ عدد الشاحنات المسلّمة حتى الآن ثماني شاحنات محملة بأنواع مختلفة من العتاد.

أكد مسؤول العلاقات العامة والإعلام في الأمن الوطني الفلسطيني عبد الهادي الأسدي أنّ منطقة جنوب الليطاني باتت خالية من السلاح الثقيل الخاص بحركة فتح، مشيراً إلى التزام الحركة بمقررات الاتفاق.
ورغم الطابع الرسمي للعملية، سجّل توتر داخل مخيم الرشيدية، حيث دوّت رشقات نارية أطلقها بعض عناصر "فتح" الرافضين لتسليم السلاح، ما عكس انقساماً داخلياً في صفوف الحركة بين مؤيدين ومعارضين للقرار.

وقد جرت عملية التسليم بحضور السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور ممثلاً بالقنصل دمشقية، ومسؤولين أمنيين فلسطينيين ولبنانيين، بينهم مدير مخابرات الجنوب في الجيش العميد سهيل حرب، وقائد فوج التدخل الثاني العميد جهاد خالد، ورئيس مكتب مخابرات الجيش في صور العقيد محمد حازر.
مصادر لبنانية أكدت لقناتي "العربية/الحدث" أنّ الجيش بصدد تنفيذ أكبر عملية لسحب السلاح من المخيمات الفلسطينية منذ نهاية الحرب الأهلية، وذلك تطبيقاً لمقررات القمة اللبنانية – الفلسطينية التي عُقدت في 21 أيار الماضي بين الرئيس اللبناني جوزاف عون والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وتقوم خطة تسليم السلاح على ثلاث مراحل: بدأت من مخيم برج البراجنة في بيروت، وتشمل مخيم البص في صور، ثم مخيم البداوي في الشمال، وصولاً إلى الرشيدية جنوباً، على أن تُستكمل لاحقاً في باقي المخيمات.
وفي وقت لاحق صدر بيان عن لجنة الحوار اللبناني–الفلسطيني استُكملت اليوم، الخميس في 28 آب 2025، عملية تسلّم السلاح من داخل المخيمات الفلسطينية جنوب نهر الليطاني، حيث جرى تسليم دفعات من السلاح الثقيل العائد إلى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في مخيمات الرشيدية والبص والبرج الشمالي، ووُضعت جميعها في عهدة الجيش اللبناني.
وقد شملت العملية ثماني شاحنات: ستّ من الرشيدية، واحدة من البص، وأخرى من البرج الشمالي، على أن تُستكمل المراحل الباقية في بقية المخيمات وفق الخطة المتفق عليها. تشكل هذه الخطوة محطة أساسية تؤكد أنّ مسار تسليم السلاح يُستكمَل بجدّية تامة، ولم يعد من الممكن التراجع عنه، باعتباره خيارًا استراتيجيًا ثابتًا ومتفقًا عليه بين الدولة اللبنانية والدولة الفلسطينية. ويعكس هذا المسار التزامًا حازمًا بمبدأ سيادة الدولة اللبنانية وبسط سلطتها الكاملة على جميع أراضيها، وبحصرية السلاح في يد مؤسساتها الشرعية دون سواها.
وتأتي هذه العملية تنفيذًا لما تقرر في القمة اللبنانية–الفلسطينية بتاريخ 21 أيار 2025، وما أعقبه من اجتماع مشترك للجنة الحوار اللبناني–الفلسطيني برئاسة رئيس #مجلس_الوزراء الدكتور #نواف_سلام، والذي وضع خريطة طريق واضحة لإنهاء ملف السلاح الفلسطيني بشكل كامل ونهائي، وللحفاظ على كرامة الفلسطينيين المقيمين في #لبنان وحقوقهم الإنسانية، كما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري. إنّ لجنة الحوار اللبناني–الفلسطيني، إذ تشدد على أنّ هذه العملية تعبّر عن جدية راسخة في إنجاز هذا الملف، ترى فيها انتقالًا إلى مرحلة جديدة من العلاقات اللبنانية–الفلسطينية، قائمة على الشراكة والتعاون في صون الاستقرار الوطني واحترام السيادة اللبنانية.