ويوضح العميد الطيار المتقاعد بسام ياسين في حديثٍ إلى "ليبانون ديبايت"، أن "ما سيُطرح للتصويت هو المقترح الفرنسي للتمديد، والذي يُرجّح أن يكون الأخير، ضمن تسوية بين الطرح الأميركي الداعي إلى إنهاء مهمة اليونيفيل أو تعديلها، وبين الطرح الفرنسي الذي يُصر على ضرورة استمرارها نظراً للحاجة إليها في المرحلة الحالية".
ويرى ياسين أن "لبنان يستفيد من وجود اليونيفيل، ليس فقط من الناحية التنموية والاقتصادية، بل أيضًا لأن هذه القوات تُوثّق الانتهاكات الإسرائيلية وتُرسلها إلى الأمم المتحدة كمرجعية دولية، لكن عمليًا، تبقى قدرتها على الأرض محدودة، إذ لا تمتلك قوة ردع حقيقية، ولا تتمركز سوى على جانب واحد من الحدود، مما يجعل دورها أقرب إلى الشاهد منه إلى الفاعل، خصوصًا أن التعليمات الميدانية تطلب منها اللجوء إلى الملاجئ في حال حصول اعتداءات، لتجنّب أي احتكاك مباشر مع الجيش الإسرائيلي".
ويُشير إلى أن "وجود اليونيفيل في الأساس، منذ تنفيذ القرار 425 عام 1978، كان مؤقتًا، في انتظار أن تُمسك الدولة اللبنانية بزمام الحدود، واليوم، الجيش اللبناني منتشر وقادر على حماية الحدود، ولا حاجة فعلية لليونيفيل من الناحية العملانية، إلا أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية يجعل من التمسّك بوجود هذه القوات خطوة ضرورية لتوثيق هذه الانتهاكات، وإن كان من الأجدى، في المرحلة المقبلة، إعادة توجيه جزء من التمويل المخصّص لها لدعم الجيش اللبناني، لتمكينه من تطوير قدراته وتعزيز إمكاناته في مواجهة أي عدوان".
وفي ما يخص القصف الجوي الذي طال اليوم مناطق نهر الخردلي، وأطراف بلدة العيشية، ووادي برغز، ومنطقة الجرمق، علّق ياسين بالقول: "بات هذا المشهد يتكرر كل يوم خميس تقريبًا، وفي المناطق نفسها الخردلي، علي الطاهر، العيشية، المحموديةدون وضوح للأسباب وراء اختيار هذا التوقيت، لكن من الواضح أن الهدف هو ممارسة إرهاب نفسي بحق اللبنانيين، لا سيما أن إسرائيل تحاول تكثيف غاراتها متى شعرت أن الظروف السياسية لا تناسبها".
وحول تأثير هذه الاعتداءات على الوضع الداخلي، يشير إلى أن "ما تقوم به إسرائيل يعطي مبررًا إضافيًا لحزب الله للتمسك بسلاحه، إذ يرى الحزب في هذه الانتهاكات ذريعة مشروعة لمواصلة امتلاك السلاح، وبالتالي، فإن الضغط على الحزب لن يُجدي نفعًا ما دامت الاعتداءات مستمرة".
ويختم ياسين قائلاً: "نحن بحاجة إلى حلّ متكامل يقوم على أساس توقّف إسرائيل عن انتهاكاتها، مقابل تسليم سلاح حزب الله إلى الدولة. كنا نظنّ أن الوفد الأميركي سيقدّم ضمانات في هذا السياق، لكن تبيّن أن الوفد جاء مقتنعًا بما يُسمى بالمنطقة الاقتصادية العازلة، معتقدًا أنه يستطيع شراء المواقف ببضعة مليارات من الدولارات، ومنع الناس من العودة إلى أراضيهم، لكن هذا الرهان، "طويل على رقبته"لأن كرامة اللبنانيين وحقّهم في أرضهم لا يُشترى".