إلا أن معلومات خاصة حصل عليها "ليبانون ديبايت" كشفت أن مضمون اللقاء الذي استغرق قرابة الساعة، لم يقتصر فقط على استعراض نتائج الزيارة الخارجية، بل غاص في عمق الملفات الساخنة التي تشغل الساحة اللبنانية، وتحديداً ما يتعلق بالاستحقاقات المقبلة، والتطورات الإقليمية والدولية المحيطة بالوضع اللبناني.
وبحسب المعلومات، فإن الرئيس عون استهل اللقاء بسؤال رئيس الحكومة عن تفاصيل محادثاته في القاهرة، وما حملته الزيارة من مؤشرات سياسية واقتصادية، خصوصاً في ظل التوترات المتصاعدة إقليمياً، والحاجة اللبنانية الماسة إلى دعم خارجي مستقر.
لكن الجزء الأكبر من اللقاء خُصص لمناقشة التحضيرات الجارية لانعقاد الجلسة الحكومية المرتقبة يوم الجمعة المقبل، والتي يُنتظر أن تُعرض خلالها خطة حساسة أعدها الجيش اللبناني. ورغم عدم إحاطة الرئيسين بالتفاصيل الدقيقة للخطة بعد، إلا أن الخطوط العريضة لها وصلت إلى مسامعهما، وسط تركيز على ضرورة أن يتم تمريرها بشكل لا يؤثر سلباً على الاستقرار الداخلي.
وتشير المعطيات إلى أن هناك ضغوطاً دولية متصاعدة تُمارَس على العهد والحكومة، بهدف دفعهما إلى اتخاذ خطوات جريئة في الملفات العالقة، لا سيما تلك المتعلقة بالسلاح والوضع الأمني. لكن في المقابل، هناك إدراك واضح لدى الطرفين أن الرضوخ الكامل لهذه الضغوط قد يؤدي إلى تداعيات داخلية خطيرة، قد تُحدث شرخاً كبيراً في التوازن السياسي، وتُفجّر مشهداً داخلياً هشاً، وهو ما لا يمكن لأي من الرجلين تحمّله في هذه المرحلة الحساسة.
وتؤكد المصادر أن اللقاء تناول أيضاً الاتصالات المستمرة ، في محاولة لاحتواء الاحتقان السياسي الذي بدأ يتصاعد بشكل مقلق، خصوصاً مع اقتراب موعد جلسة الجمعة. لكن على الرغم من هذه الجهود، فإن أفق اللقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري لا يزال مقفلاً بالكامل في الوقت الراهن، حيث لم تنجح زيارات الموفدين السياسيين في إحداث أي خرق يُذكر في جدار الأزمة المتصاعدة بين بعبدا وعين التينة.
أما العلاقة مع حزب الله، فهي ليست في أفضل أحوالها حالياً، إذ لم ترصد أية مؤشرات حول احتمال قيام موفد من الحزب بزيارة قصر بعبدا قريباً، كما أن ترتيب لقاء مباشر بين رئيس الجمهورية ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ليس مطروحاً على جدول اللقاءات في المستقبل القريب.
وتُفيد المعلومات بأن الرئيسين عون وسلام اتفقا على تكثيف وتوسيع الاتصالات خلال اليومين المقبلين، سواء على المستوى الداخلي مع القوى السياسية الأساسية، أو عبر قنوات خارجية، وذلك قبل موعد الجلسة الحاسمة، في محاولة لتهيئة الأجواء السياسية واحتواء أي تصعيد محتمل.
ورغم الانقسام القائم، إلا أن إشارات غير معلنة صدرت من الثنائي الشيعي تُشير إلى أنه ليس بوارد تحريك الشارع في الوقت الراهن، وهو ما يُعد مؤشراً إيجابياً نسبياً، قد يسمح بإمرار المرحلة المقبلة بأقل خسائر ممكنة، بانتظار تبلور مسار سياسي أكثر وضوحاً واستقراراً.