وجّه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم التعزية برحيل العلامة السيد عبد الصاحب فضل الله، واصفًا إياه بـ"العالم الكبير الذي كان له دور في الصمود ودعم المقاومين وتخريج طلبة العلوم الدينية"، كما عزّى بوفاة المؤرخ الدكتور سعدون حمادة الذي "صحح الدور التاريخي للشيعة في لبنان بعد أن حاول البعض طمسه".
شدد الشيخ قاسم على أنّ "لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه ونحن من أبنائه"، مشيرًا إلى أنّ "إسرائيل" ومنذ نشأة لبنان الحديث لديها أطماع توسعية في الجنوب. وقال: "أعلى مراتب الوطنية في لبنان هي الدفاع عن الوطن وتحرير الأرض، وكل من دافع عن لبنان منذ تأسيسه ساهم في حماية استقلاله، وهذا ما قام به الجيش بحسب قدرته، وما قامت به المقاومة".
وأضاف أنّ المقاومة "قدمت الغالي في سبيل الدفاع عن لبنان، وخاصة المقاومة الإسلامية التي قدّمت خيرة قادتها وشهداءها وعلى رأسهم سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله"، مشددًا على أنّها استطاعت أن تحبط أهداف "إسرائيل" وتمنعها من احتلال الأرض، وأنّ العدو "اليوم مردوع ولا يجد مستقرًا في أرضنا".
وأشار إلى أنّ "اتفاق وقف إطلاق النار لم يحقق أهدافه، فيما استمر العدو بخرقه"، لافتًا إلى أنّ "الانهيار في لبنان كان سببه الفساد وعدم تطبيق اتفاق الطائف، وجاء العدوان الإسرائيلي للدفع أكثر نحو الانهيار".
وأكد أنّ "المقاومة ساهمت في استقرار لبنان، لأنها شاركت في انطلاق العهد عبر إيصال الرئيس جوزاف عون إلى الرئاسة، وعبر التصدي للعدو"، معتبرًا أنّ "أولوية الحكومة الآن يجب أن تكون تحقيق السيادة عبر إخراج إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وهذا يجب أن يكون القضية المركزية قبل أي أمر آخر".
وتساءل: "كيف للحكومة أن ترفع رأسها والعدوان الإسرائيلي وصل إلى الهرمل؟ ولماذا تريد الاستغناء عن قوة لبنان ولا تملك أي بديل للدفاع عنه؟".
وشدد الشيخ قاسم على أنّ "الوساطة الأميركية متواطئة في العدوان مع إسرائيل، ولا تبخل في تقديم لبنان على طبق لإسرائيل"، موضحًا أنّ واشنطن تراجعت عن التزاماتها، وباتت تربط أي خطوة بنزع سلاح الحزب، سواء بالحل السلمي أو بالتدخل العسكري. وأضاف: "أميركا والعدو هدفهما واحد وهو تجريد لبنان من قوته ليصبح لقمة سائغة أمام مشروع إسرائيل الكبرى".
وأكد أنّ "الغرب لا يأبه بلبنان بل بإسرائيل، أما نحن فلبنان أرضنا ومستقبلنا ولن نرضخ للضغوط ولا نستسلم"، معتبرًا أنّ نهضة لبنان تكمن في تحقيق السيادة بطرد العدو، منع الوصاية العربية – الأميركية، إعادة إعمار ما تهدم، وتنظيم عمل الدولة ومؤسساتها، ومكافحة الفساد الذي أدى إلى الانهيار السابق.
وتوقف الشيخ قاسم عند جلستي الحكومة في 5 و7 آب، فوصفهما بأنهما "غير ميثاقيتين وكان يراد منهما أخذ البلد نحو المجهول"، معتبرًا أنّ عوامل عدة كبحت تنفيذ القرار الصادر فيهما.
وختم قاسم بالتأكيد على أنّ "لا مجال لأي نقاش خارج استراتيجية الأمن الوطني التي تشكل الطريق الوحيد للحل"، مشددًا على أنّ "المشكلة داخلية مع بعض الأشخاص الذين يريدون تسليم السلاح، وخارجية مع استمرار العدوان الإسرائيلي". وقال: "نقول للداخل انتظروا حتى نعالج المشكلة الخارجية، وبعدها نناقش استراتيجية الأمن الوطني. أما البعض الذين يعملون على الإيقاع الإسرائيلي فننصحهم أن يكونوا شركاء في الداخل وألا يبرروا للعدو".