كشف الجيش الإسرائيلي، صباح الجمعة، أنّ إيران عبر وحدة "840" التابعة لفيلق القدس حاولت في الأشهر الماضية تهريب شحنات أسلحة متطورة إلى شمال الضفة الغربية، بهدف استخدامها ضد أهداف مدنية وعسكرية داخل إسرائيل، بما في ذلك بلدات تقع على خط التماس مثل العفولة وكفار سابا.
وبحسب ما نشره الصحافي آفي أشكنازي في صحيفة معاريف، فقد أظهرت التحقيقات أن الشحنات تضمنت قذائف هاون، قاذفات RPG، ألغامًا مضادة للدروع، متفجرات قوية، وراجمات صواريخ. وأوضح الجيش أن "وحدة 840"، بقيادة أصغر باقري ونائبه محمد رضا أنصاري، تعمل مباشرة تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني، وتكلف بتنفيذ وتوجيه عمليات ضد إسرائيل عبر خلايا يتم التحكم بها عن بُعد.
في 25 آذار 2024، أعلن الجيش أنه أحبط عملية تهريب كبيرة بعد تعاون بين جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" وجهاز الشاباك، قبل أن يشنّ سلاح الجو غارات على قواعد للجيش السوري في شرق البلاد استُخدمت لانطلاق عمليات "الوحدة 840". كما أُحبطت في تشرين الثاني 2024 شحنة وُصفت بأنها "مُخلة بالتوازن" كانت في طريقها إلى جنين.
وأشار الجيش إلى أنّ عمليات خاصة نفذها في سوريا بين نيسان وأيار 2025 أدت إلى اعتقال عنصرين ميدانيين من الوحدة، وهو ما وفر معلومات استخباراتية جديدة حول أنماط عملها.
وفي ظل هذه التطورات، عبّر مسؤولون محليون في مدن إسرائيلية محاذية للخط الأخضر عن قلقهم من احتمال تسلل مسلحين بين مئات الفلسطينيين الذين يعبرون السياج الفاصل، محذرين من تهديد مباشر لنحو 300 ألف مستوطن. رئيس بلدية كفار سابا رافي ساعر قال إن ما يجري "لم يعد مجرد قضية أمنية بل تهديد استراتيجي للمجتمع الإسرائيلي ككل".
وختم الجيش بيانه بالتأكيد أن "المطاردة الاستخبارية للوحدة 840 مستمرة لحظة بلحظة، وما كُشف ليس سوى جزء من الأوراق، فيما تبقى أوراق أخرى في الأدراج"، في إشارة إلى استمرار العمليات السرّية ضد إيران وأذرعها في المنطقة.
تتهم إسرائيل وحدة "840" الإيرانية بالمسؤولية عن تهريب السلاح وتجنيد عناصر في سوريا ولبنان والضفة الغربية لتنفيذ هجمات ضدها. وقد كثّف الجيش الإسرائيلي منذ 2023 غاراته على مواقع سورية مرتبطة بالحرس الثوري، فيما يحذّر مراقبون من أن التوتر الإقليمي المتصاعد يفتح الباب أمام مواجهة أوسع تشمل الضفة الغربية كجبهة نشطة جديدة.