اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الخميس 18 أيلول 2025 - 08:04 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

بين الغضب والتساهل... سرّ علاقة ترامب المربكة بنتنياهو

بين الغضب والتساهل... سرّ علاقة ترامب المربكة بنتنياهو

رغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد الغارات الإسرائيلية على مفاوضي "حماس" في قطر، بأنه "يتصرّف بغرابة"، ورغم ما تردد عن شعوره بـ"الإحباط" من تصرفاته، فإن السؤال الأبرز الذي طرحته صحيفة وول ستريت جورنال هو: هل سيغضب ترامب يوماً بما يكفي ليتخذ إجراءً ضد نتنياهو؟


بحسب الصحيفة الأميركية، أبلغ ترامب عدداً من مساعديه مؤخراً أن نتنياهو يفضّل الخيار العسكري لإجبار "حماس" على الاستسلام، بدلاً من المسار التفاوضي الذي يفضّله ترامب. وأوضحت أن إحباط الرئيس الأميركي بلغ ذروته عقب الغارة على الدوحة، التي كادت تُعرقل محادثات السلام الهشّة.


ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أن ترامب قال لمساعديه، ومن بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو: "إنه يعبث بي!"، في إشارة إلى نتنياهو. لكن على الرغم من لهجته الغاضبة، لم يتحول هذا الاستياء إلى ضغط سياسي علني، إذ اختار ترامب الوقوف مكتوف اليدين، فيما واصلت إسرائيل هجومها على غزة.


المفارقة، بحسب محللين، أن ترامب، المعروف بتمسكه بالهيمنة في علاقاته، يتساهل مع نتنياهو رغم اختلاف رؤيتهما. ويعود ذلك إلى عوامل عدة:


العلاقة الشخصية التي تجمعهما، حيث يرى كل منهما نفسه "من الخارج" الذي يتحدى النخب السياسية في بلده.


نفوذ نتنياهو داخل الكونغرس والإعلام الأميركي المقرّب من الجمهوريين.


استمرار الشعبية الواسعة لإسرائيل داخل أوساط الحزب الجمهوري، رغم تراجعها بين الديمقراطيين.


ويرى شالوم ليبنر، المستشار السابق لسبعة رؤساء وزراء إسرائيليين، أن سياسات نتنياهو "أطالت أمد الحرب على غزة وعرقلت مساعي ترامب لتوسيع اتفاقيات إبراهيم". فيما أشار السفير الإسرائيلي السابق إيتامار رابينوفيتش إلى أن "الشيء الوحيد الذي يبقي نتنياهو صامداً هو دعم ترامب".


في المقابل، بدأت بعض التصدعات تظهر داخل صفوف الجمهوريين أنفسهم. فقد انتقدت النائبة مارجوري تايلور غرين إسرائيل علناً واتهمتها بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة. كما أعرب أعضاء في تحالف "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً" عن خشيتهم من أن تجرّهم حرب غزة إلى صراع أعمق.


ورغم ذلك، لا يرغب ترامب في قطيعة علنية مع نتنياهو، إذ يحرص على التباهي بإنجازاته في اتفاقيات إبراهيم، ويسعى لوساطة بين إسرائيل والسعودية كجائزة دبلوماسية كبرى.


أبرزت الصحيفة أن الغارة الإسرائيلية على قطر شكلت نقطة تحول، إذ جرت دون إبلاغ مسبق لترامب، وتسببت في إحراج واشنطن أمام الدوحة، الحليف الأساسي للولايات المتحدة في المنطقة.


ورغم اتصاله بنتنياهو مرتين، الأولى للتعبير عن استيائه والثانية في محادثة ودية، إلا أن ترامب حرص لاحقاً على الإشادة بدور قطر في الوساطة.


غير أن فشل الضربة، التي استهدفت مفاوضين من الصف الثاني بدلاً من كبار قادة "حماس"، كان عاملاً مضاعفاً لغضب ترامب. وعلّق السفير الإسرائيلي السابق مايكل أورين قائلاً: "لو نجحت العملية في الدوحة، لكان ترامب قد نسب الفضل إليها، لأنه يحب الفائزين".


في نهاية المطاف، تؤكد الصحيفة أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو قائمة على مزيج من الغضب الشخصي والمصالح السياسية المشتركة. فرغم الإحباط والتوترات، لا يزال ترامب يعتبر نتنياهو "أفضل صديق لإسرائيل في البيت الأبيض"، فيما يدرك الأخير أن غضب الرئيس الأميركي، مهما تصاعد، لا يدوم طويلاً.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة