اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الجمعة 19 أيلول 2025 - 08:55 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

تحالف سعودي باكستاني يفتح باب الحديث عن "ناتو إسلامي"

تحالف سعودي باكستاني يفتح باب الحديث عن "ناتو إسلامي"

وقّع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف في الرياض اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك، التي تنص على أن أي اعتداء على أي من البلدين يُعد اعتداءً على كليهما، وتشمل تطوير التعاون الدفاعي وتعزيز الرد المشترك على أي تهديد.


وأوضحت السعودية أن الاتفاقية شاملة، وتغطي مختلف الوسائل العسكرية، مشددة على أن توقيتها ليس ردّ فعل على أحداث محددة، بل تتويج لمناقشات طويلة استمرت سنوات بين الرياض وإسلام أباد.


من جانبه، اعتبر وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد أصف أن العدوان الإسرائيلي على قطر ما كان ليحدث من دون موافقة مسبقة من الولايات المتحدة، مؤكداً ضرورة تأسيس "ناتو إسلامي" لمواجهة التحديات المشتركة.


يمتلك الجيش الباكستاني نحو 1.7 مليون جندي، فيما يضم سلاح الجو قرابة 1400 طائرة بينها 318 مقاتلة. أما الأسطول البحري فيتألف من 221 وحدة، منها 9 فرقاطات و8 غواصات. وتقدّر التقارير الترسانة النووية الباكستانية بحوالي 170 رأساً نووياً ونحو 50 منصة إطلاق صواريخ أرض-أرض، ما يمنح التحالف السعودي-الباكستاني ثقلاً استراتيجياً.


يرى محللون أن الاتفاقية قد تشكل رداً أوسع على العمليات الإسرائيلية في الخليج، وقد تلهم تحالفات مشابهة بين دول مجلس التعاون أو دول إسلامية أخرى، بما يعيد رسم توازن القوى في جنوب آسيا والخليج ويضمن الاستقرار عبر تعزيز الردع ضد إسرائيل أو جماعات مسلّحة غير حكومية.


تزامن توقيع الاتفاقية مع لقاءات دبلوماسية سعودية-إيرانية، إذ استقبل ولي العهد السعودي رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي لارجاني، كما تبادل وزراء خارجية البلدين اتصالات حول الاتفاق الدفاعي.


في الوقت نفسه، أعلنت تركيا ومصر عن مناورات بحرية مشتركة تحت اسم "بحر الصداقة"، هي الأولى منذ 13 عاماً، بمشاركة فرقاطات وزوارق هجومية وغواصات ومقاتلات F-16، في خطوة تعكس اتجاهاً نحو تعزيز القدرات الدفاعية بعيداً عن الاعتماد الكامل على واشنطن.


قال الأكاديمي السعودي علي العنزي، في حديث لبرنامج "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية"، إن التعاون العسكري بين السعودية وباكستان ليس جديداً، بل يعود إلى السبعينات عبر برامج تدريب ومستشارين باكستانيين ساهموا في تطوير الجيش السعودي، وهو تعاون ما زال مستمراً.


وأضاف أن العدوان الإسرائيلي على قطر شكّل نقطة تحول دفعت المملكة ودول المنطقة إلى تنويع خياراتها الاستراتيجية، خصوصاً مع تراجع الثقة بالولايات المتحدة بسبب دعمها غير المشروط لإسرائيل.


أوضح العنزي أن المملكة تعمل منذ عقود على تنويع شراكاتها مع الصين وروسيا والهند وباكستان، مشيراً إلى أن التجارب الدولية أثبتت أن الاعتماد على قطب واحد يترك آثاراً سلبية. وأبرزت أحداث مثل العدوان الإسرائيلي على قطر أهمية التنسيق الإقليمي لتشكيل توازن قوة مستقل عن واشنطن.


بحسب المراقبين، تشكل الاتفاقية رسالة تحذير لإسرائيل بأن التحالفات الإقليمية قادرة على مواجهة أي تهديد، ورسالة غير مباشرة إلى الولايات المتحدة بأن هيمنتها على الشرق الأوسط لم تعد مسلّماً بها.


الاتفاقية السعودية-الباكستانية، مقرونة بالتحركات الدبلوماسية والمناورات العسكرية الإقليمية، تعكس توجهاً نحو تكتلات دفاعية عربية وإسلامية أكثر استقلالاً، ما يعزز احتمالات قيام "ناتو إسلامي" كخطوة عملية ضمن نظام دولي متعدد الأقطاب.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة