وتكشف مصادر مطلعة على أجواء اللقاء بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لـ"ليبانون ديبايت" أنّ الإيجابية سيطرت على هذا اللقاء، مشيرة إلى أنّ هذه الزيارة تُعدّ استكمالاً، وربما تتويجاً، للمسار الذي بدأته مصر مع رئيس المخابرات حسن رشاد الذي زار لبنان وجال على مختلف المسؤولين.
تنسيق مصري – سعودي وتأثير على المسار السياسي
وتعتبر المصادر أنّ أهمية الدور المصري تكمن، إلى جانب دوره داخل اللجنة الخماسية، في أنّ القاهرة على تواصل وتنسيق تام مع الجانب السعودي. وتأتي زيارة عبد العاطي بعد زيارة الموفد السعودي زياد بن فرحان إلى لبنان ولقائه عدداً من المسؤولين، ما يعكس مساراً إقليمياً مشتركاً في محاولة لاحتواء التوتر.
مصر… صلة الوصل بين جميع الأطراف
وتشير المصادر إلى أنّ أهمية الدور المصري تكمن في كونه صلة الوصل مع مختلف أطراف النزاع، وهو دور مشابه لما قامت به القاهرة في بلورة التفاهم حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وتضيف أنّ ما يميز الدور المصري عن بقية القوى الدولية هو أنّ مصر تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف الداخلية في لبنان.
احتمال لقاء قيادات من حزب الله
ومن هذا المنطلق، ترى المصادر أنّه من المحتمل أن يلتقي الوزير المصري مسؤولين في حزب الله، رغم لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري أحد أطراف الثنائي الشيعي. وتشير المصادر إلى أنّ لقاءً كهذا قد يحمل أبعاداً تتصل بمحاولة إقناع الحزب بملف السلاح والتهدئة على الجبهة مع إسرائيل.
رسالة تحذيرية… الوقت ينفد
ولا تستبعد المصادر أن يكون عبد العاطي قد حمل رسالة تحذيرية مفادها أنّ الوقت بالنسبة للبنان بدأ ينفذ، وعلى الدولة اللبنانية بسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية. وتستند المصادر في هذا التقدير إلى ما تكرّر على لسان الوزير المصري خلال رده على أسئلة الإعلاميين بعد لقائه الرئيس عون.
دور مصري في المفاوضات الإقليمية
كما يبرز لمصر دور خارجي مهم على صعيد المفاوضات الدولية والإقليمية، ولا سيما في المفاوضات الأميركية – الإيرانية، حيث تعمل القاهرة بالتنسيق مع السعودية للوصول إلى اتفاق يجنّب المنطقة سيناريوهات خطيرة.
إيجابية ولكن عدم ثقة بنتنياهو
وتلفت المصادر إلى أنّ أجواء اللقاء من حيث الشكل كانت إيجابية جداً وتنذر بفرج قريب، لكنها تتوقف عند نقطة مهمة وهي أنّه لا يمكن البناء على هذه الإيجابية، لأنّ أحداً لا يثق برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يمكن، وفق تعبير المصادر، عرقلة أي مبادرة أو حل محتمل "بشطبة قلم".