ويرى الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أنه بغض النظر عن جلسات الحكومة وتسلسلها، كان رئيس الجمهورية دائمًا ما يقول إن موضوع سحب السلاح لا يتم إلا على قاعدة الوحدة الوطنية، بما لا يثير المشاكل الداخلية أو وقوع صدام بين الجيش وحزب الله.
ويرى أن الرئيس لا يزال على هذا النهج لأنه يعلم أن الجيش غير مهيأ للدخول بمعركة داخلية بهذا الحجم من حيث العدد والعتاد، إضافة إلى أن ذلك سينعكس صدامًا طائفيًا، وهو ما يتفادى الدخول فيه، ومن يعرف التركيبة الداخلية يعرف أن أي صدام بين الجيش وأي طائفة لابد أن يترك انعكاسات سلبية.
ومن هذا المنطلق يحرص الرئيس على التشديد في موضوع وقف إطلاق النار والانسحاب، حيث إن إسرائيل لم تلتزم بقرار وقف إطلاق النار، ويردد هذه المواقف في كل إطلالة له.
وعن اعتبار هذه التصريحات بمثابة حث للدول على دعم الجيش للقيام بالمهام المطلوبة منه، يؤكد أبو زيد أنها حجة وواقعة في الوقت عينه، فالجميع يعلم تمامًا أن الجيش غير مهيأ لا من حيث العديد أو العتاد، لا سيما بعد إيقاف "خدمة العلم"، ولا يملك السلاح النوعي للتصدي أو التدخل في أي أشكال على الحدود اللبنانية السورية أو داخل المخيمات.
والرئيس بطبيعة الحال يدرك تمامًا أنه يجب تعزيز الجيش ليفرض هيبته على الحزب أو الآخرين، والدول التي تدعي أنها تدعم الجيش لا توفر له السلاح والعتاد الكافي للقيام بهذه المهام أو ليلعب دورًا يتناسب مع الظروف الإقليمية التي نمر بها.
أما عن اعتبار أن الجيش لا يستطيع القيام بنزع السلاح بالقوة وعلى إسرائيل التدخل كما توحي بعض القوى، فينبّه إلى أن إسرائيل لا تنتظر أبدًا ما يقوله الآخرون لتقوم بأي خطوة، فلديها برنامجها الخاص الذي تسعى لإنجازه، لكنه يلفت إلى أنه رغم الرغبة الإسرائيلية في توجيه ضربة كبرى إلى لبنان، إلا أن هناك مجموعة عوامل يمكن أن تفرملها.
ويشير في هذا الإطار إلى مجموعة بلبلة وانتقادات إسرائيلية داخلية وتحديات وتناقضات، كما أنها منغمسة في الموضوع الفلسطيني الذي يشكل بالنسبة إليها إشكالًا مع الكثير من الدول، لا سيما العربية منها.
ويؤكد أن الأمور غير ثابتة وهناك الكثير من المتغيرات الكبيرة، خاصة بعد ضرب قطر، فالموقف القطري والخليجي والعربي يعيد النظر في كيفية التعاطي مع إسرائيل، لأنه بالنتيجة هناك تخوف من أن تقدم إسرائيل مجددًا على ضرب أي دولة عربية وخليجية بحجة ودون حجة، فإسرائيل بنظر الجميع لا تنتظر الحجة، فلديها برنامج تريد تطبيقه، وهو أن تكون متفوقة على كافة الدول العربية وقادرة على تحقيق مشروع إسرائيل الكبرى.
وعندما يكون لإسرائيل الغطاء الدولي، فهي ستقدم على أي عمل دون حجة، بحسب أبو زيد، ولا يركن كثيرًا إلى كلام براك الذي سبق أن قال كلامًا مناقضًا لتصريحاته الأخيرة، وكل موفد أميركي يقول كلامًا متناقضًا، والموقف الأميركي من الرئيس دونالد ترامب إلى آخر موفد للبنان تتناقض آراؤهم ولا يتكلمون لغة واحدة، وترامب يغير لهجته ما بين الصباح والمساء، وبالتالي هناك ضياع في السياسة الأميركية يربك السياسة الدولية برمتها.