عدوان يحرج جعجع ويفضح ازدواجيته (فيديو)

“ليبانون ديبايت”

لم يكن اللبنانيون بحاجة إلى خصوم “القوات اللبنانية” لكشف التناقض في خطاب رئيسها سمير جعجع، إذ تكفّل نائبه ورئيس الكتلة النيابية جورج عدوان بالمهمة، ففضح عملياً حجج رئيسه ونسف خطابه. فعدوان قال اليوم من مجلس النواب إنه هو من طلب من نائب الرئيس إلياس بو صعب تأجيل اجتماعات اللجنة الفرعية المكلفة درس اقتراحات تعديل قانون الانتخاب، بحجة انتظار مشروع قانون من الحكومة. والمفارقة أن جعجع، وبعد ساعات قليلة من كلام عدوان، هاجم اللجنة نفسها واصفاً إيّاها بـ”المقبرة”، متجاهلاً أن قرار التأجيل صدر أساساً بطلب مباشر من أقرب المقربين إليه.

عدوان لم يتوقف هنا، بل ذهب أبعد في تحميل الحكومة المسؤولية. ففي تصريحه اليوم قالها بالفم الملآن: الحكومة “قصّرت” في إرسال مشروع قانون يتضمن التعديلات المطلوبة، مؤكداً أنه لا يزال يطالبها حتى اللحظة بإرسال المشروع. وهنا تكمن الإشكالية الكبرى: أي خطاب “قواتي” يجب أن يُعتمد؟ خطاب جعجع الذي يحمّل مجلس النواب مسؤولية التعطيل، أم خطاب عدوان الذي يصوّب مباشرة على الحكومة؟

في 17 أيلول 2025، أصدر جعجع بياناً دعا فيه بو صعب إلى عقد اجتماع عاجل للجنة لمناقشة الملاحظات والتعديلات التي رفعتها الحكومة، مظهراً نفسه كأنه الحريص على انتظام المؤسسات. لكن بعد 13 يوماً فقط، في 30 أيلول، انقلب الخطاب رأساً على عقب، فأطلق بياناً آخر صوّب فيه سهامه نحو رئيس المجلس نبيه بري، متّهماً إياه بتعطيل الجلسة التشريعية ودفن اقتراح قانون معجّل مكرّر وقّعه 67 نائباً، ورافضاً عملياً أي دور للجنة التي كان يطالب قبل أيام قليلة بتفعيلها.

التناقض لم يعد مجرّد اختلاف في المقاربة، بل بات عنواناً للشعبوية السياسية بأوضح صورها. فحين يريد جعجع تسجيل نقاط على بري، يهاجم مجلس النواب، وحين يريد عدوان تبرير التأخير، يرمي المسؤولية على الحكومة. وفي الحالتين، النتيجة واحدة: ضجيج سياسي كثير، ومصداقية قليلة.

في الخلاصة، لم يعد ضرورياً انتظار الخصوم لفضح ازدواجية “القوات”. فجورج عدوان فعلها من داخل البيت، كاشفاً أن ما يرفعه جعجع من شعارات عالية لا يعدو كونه خطاباً للاستهلاك، فيما الممارسة على الأرض تكشف الوجه الحقيقي: تناقض فاضح وشعبوية على حساب صدقية الموقف وثقة الناس.