الذهب ملاذ آمن… والمصارف المركزية تتحرك
وأوضح أبو دياب أن "الأسباب التي دفعت الذهب إلى هذه المستويات متعدّدة، أولها أن الذهب يُعتبر الملاذ الآمن في فترات الركود أو التباطؤ الاقتصادي، حيث يتّجه الأفراد والمستثمرون إلى اقتنائه للحفاظ على القيمة. إضافة إلى ذلك، هناك توقعات بتراجع أسعار الفائدة، وعندما تتراجع أسعار الفائدة تترتفع أسعار الملاذات الآمنة، وهذه قاعدة أساسية في الأسواق المالية".
وأضاف: "هناك أيضًا عامل أساسي يتمثّل في زيادة شراء المصارف المركزية، ولا سيما الصين، في إطار توسيع وتوزيع احتياطاتها الذهبية. وقد برز هذا التوجّه بشكل أوضح بعد الحرب الروسية – الأوكرانية، حين فرضت الولايات المتحدة عقوبات على روسيا وجمّدت ما يقارب 253 مليار دولار من أصولها المالية، ما دفع العديد من الدول إلى تعزيز احتياطاتها من الذهب خشية التعرض لسيناريو مشابه".
التوترات الجيوسياسية والإقفال الأميركي
ولفت إلى أن "العوامل الجيوسياسية المتأزّمة، من الشرق الأوسط إلى التوترات الإيرانية – الإسرائيلية، مرورًا بالهند والباكستان، تعيق النمو الاقتصادي وتزيد من اندفاع الناس نحو الملاذات الآمنة".
وأشار إلى أن "الارتفاع الأخير في أسعار الذهب، الذي ظهر خلال الأيام الماضية وقد يستمر لفترة، يعود بشكل أساسي إلى الإقفال الحكومي في الولايات المتحدة، وهو الثالث من نوعه في عهد الرئيس دونالد ترامب. هذا الإقفال يضغط على الدولار ويؤدي إلى تراجعه مقابل العملات الأخرى، ما يرفع الطلب على الذهب بشكل مباشر".
هل انتهى الدولار؟
ورأى أنه "على الرغم من التراجع في قيمة الدولار الشرائية، لا يمكن الحديث عن انهياره. فحتى اليوم، ما يزيد عن 90% من المعاملات التجارية الدولية تتم بالدولار، وأكثر من 60% من احتياطات المصارف المركزية في العالم هي بالدولار الأميركي. لذلك، لا يزال الاقتصاد الأميركي الأقوى عالميًا، والدولار ما زال يحتفظ بمكانته".
نصائح للمستثمرين اللبنانيين
وتوجّه أبو دياب إلى اللبنانيين بالقول: "هناك مخاطر جدّية في التوجّه نحو شراء الذهب والفضة بشكل مباشر، خصوصًا أن احتمال حصول تصحيح في الأسعار يبقى واردًا. لذلك، الأفضل استثماريًا هو التنويع في المحفظة بين الذهب والفضة والعقار، لتقليل حجم المخاطر. والعقار في لبنان، رغم كل التحديات، ما زال قطاعًا قابلًا للاستثمار، شرط إدارة المخاطر بحذر".