المحلية

محمد علوش

محمد علوش

ليبانون ديبايت
الخميس 20 تشرين الثاني 2025 - 07:04 ليبانون ديبايت
محمد علوش

محمد علوش

ليبانون ديبايت

إيران تفضّل الدور السعودي… علي حسن خليل يعود من طهران برسائل تُقلق بيروت

إيران تفضّل الدور السعودي… علي حسن خليل يعود من طهران برسائل تُقلق بيروت

"ليبانون ديبايت"- محمد علوش


في لحظة إقليمية تتشابك فيها النيران بالخرائط والحدود، وتتشظّى فيها مشاريع الدول الكبرى فوق ركام الحروب المفتوحة من غزة إلى البحر الأحمر، تبدو المنطقة على شفير جولات قتال جديدة، بعد أن أكّد نتنياهو أن الجبهات لم تُقفل، والحرب لم تضع أوزارها. ولكن قبل ذلك وخلاله، وربما بعده، يستمر بحث كل طرف عن مقعد على طاولة التسويات التي لم تولد بعد.

وفيما تبدو المنطقة على حافة جولة جديدة من المواجهة العسكرية، تتحرّك طهران في محاولة لإدارة الصراع بالحدّ الأقصى الممكن، وفتح ثغرات سياسية تكسر الطوق الأميركي المتشدّد، ليس في إيران فحسب بل في المنطقة كلها. ولبنان ليس بعيدًا عمّا يجري، وهذا ما يجعل لزيارة المعاون السياسي للرئيس نبيه بري، علي حسن خليل، أهمّية كبرى في هذه الظروف.


صحيح أن الحاج علي لم يكن موفدًا من الرئيس بري، لأن كلمة “موفد” لها دلالاتها السياسية التي توحي وكأن أمرًا ما قد وُضع على الطاولة ويُراد التداول بشأنه، أو أنّ مستجدًا طارئًا حصل ولا يمكن طرحه من خلال وسائل التواصل القائمة بين بري وطهران، داخل لبنان أو داخل إيران. ولكن، مما لا شكّ فيه، بحسب مصادر سياسية بارزة، أنّ الزيارة تخطّت الطابع البروتوكولي للمشاركة في ندوة سياسية، واتّسعت لتشمل لقاءات على مستوى رفيع حملت رسائل متبادلة حول مستقبل لبنان ودوره في مشهد إقليمي يتغيّر بسرعة.


تؤكّد المصادر عبر “ليبانون ديبايت” أنّ الزيارة هدفت إلى فتح نقاش معمّق مع القيادة الإيرانية حول مستجدّات الإقليم، وتحديدًا الملفات المرتبطة بالأمن والسياسة ومسار الحرب المفتوحة منذ السابع من تشرين الأول 2023. الرئيس بري، وفق المصادر نفسها، أراد أن يضع طهران أمام رؤيته لمصلحة لبنان في المرحلة المقبلة، وكيف يمكن تجنيب الساحة الداخلية الانزلاق إلى مواجهة كبرى، مع المحافظة في الوقت نفسه على عناصر القوة التي توازن إسرائيل وتمنعها من فرض وقائع جديدة.


تشير المصادر إلى أنّ خليل لم يذهب حاملًا ورقة مكتوبة أو طلبًا محدّدًا، بل ذهب لطرح الرؤية اللبنانية والاستماع إلى تقدير الموقف الإيراني، خصوصًا أنّ التسويات الكبرى لم تُفتح بعد بصورة فعلية. وتكشف المصادر أنّ خليل عقد اجتماعًا رفيع المستوى لم يُعلن عنه إعلاميًا، وتخلّله كلام صريح ومباشر تطرّق إلى التفاصيل الحسّاسة في الملفين اللبناني والإقليمي.


وفق التقديرات التي نُقلت إلى بيروت، تنظر إيران إلى مستقبل المنطقة من زاوية سلبية، وهي على قناعة بأنّ الحرب لم تنتهِ بعد، وأنّ احتمالات الجولات الجديدة قائمة ومرتفعة. وتضيف المصادر أنّ القراءة الإيرانية ترى أنّ إسرائيل لا تزال تبحث عن إنجاز ما في أي ساحة، وهو ما يبقي كل الجبهات في دائرة الخطر. وتشير إلى أنّ مسار التفاوض بين طهران وواشنطن لم ينطلق بصورة إيجابية، على الرغم من محاولات بعض الوسطاء الإقليميين والدوليين. وتعتبر المصادر أنّ الأميركي يراهن على الوقت والضغط العسكري والسياسي، فيما ترى إيران أنّ أي نقاش لا يمكن أن يبدأ من موقع ضعف أو تحت النار.


أمّا بالنسبة لما يُطرح من مبادرات من هنا وهناك، تكشف المصادر أنّ إيران تفضّل الدور السعودي في لبنان على أي دور آخر، معتبرة أنّ الرياض قادرة على لعب دور استقرار وموازنة حقيقية داخل المعادلة اللبنانية، حتى وإن كانت مقتنعة بأنّ كل المبادرات المطروحة اليوم تقع في النهاية تحت السقف الأميركي.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة