وعلى أثر التطورات في الساعات ال48 الماضية، تقول المصادر السياسية المطلعة ل"ليبانون ديبايت"، إن التصعيد العسكري الإسرائيلي يترافق مع تصعيد سياسي أميركي، وللمرة الأولى بوجه الجيش، وبالتالي ضد كل المؤسسات اللبنانية وصولاً إلى أعلى الهرم رئيس الجمهورية جوزاف عون، علماً أن استهداف مخيم عين الحلوة لا ينفصل عن الضغط الإسرائيلي على الدولة بموضوع طرد حركات المقاومة الفلسطينية ومنعها من العمل السياسي من لبنان، وعلى الجيش اللبناني بموضوع سلاح المخيمات، إضافةً إلى الحرب المالية الأميركية على لبنان واقتصادها.
وقد تكون الرسالة الأميركية الأخطر من الهجوم على الجيش اللبناني، كما تكشف هذه المصادر، تتمثل بالتبرير للجيش الإسرائيلي أي عمل عسكري قد يقوم به على اعتبار أن الجيش اللبناني لا يقوم بما عليه من التزامات بالقرار 1701 أو غيره.
ومن ضمن هذا السياق، تتحدث المصادر عن مناخات سلبية، ناتجة عن القناعة الإيرانية بأن الحرب لم تنته بعد، وأن الجبهات ما زالت مفتوحة، وبالتالي فقد تشهد أي من هذه الجبهات تصعيداً في أي لحظة.
وعليه، تشير المصادر إلى أن طهران تعتبر أن التفاوض مع أميركا لم ينطلق ولم تتقدم المحاولات التي قام بها الوسطاء من أجل دفع عملية التفاوض إلى الأمام، وبالتالي، وبالنظر إلى الخطاب الإسرائيلي، فإن إيران تعتبر أن الحرب عليها وعلى باقي الجبهات في المنطقة لم تنته بعد.
وعن التناقض في المشهد بين التصعيد الإسرائيلي والأميركي، مقابل مؤتمر بيروت الأول الإستثماري، تؤكد المصادر أن المؤتمر قد جاء في سياق ترغيب لبنان بما قد يحصل عليه إذا قرر المضي قدماً بالمطالب الدولية، إنما حتى اللحظة، لم يشهد لبنان بداية الإستثمارات، ما يجعل من هذا المؤتمر، رسالة دولية وعربية بأن "الإستثمارات معلّقة على الشروط"، فيما أن المشاركة السعودية اللافتة تأتي في هذا السياق، لأن كل من التقى أعضاء الوفد السعودي سمع كلاماً واضحاً بأن السعودية مستعدة للعودة والإستثمار في لبنان إنما بعد تطبيق الإصلاحات والحديث يتضمن "الإصلاحات المالية والسياسية التي تتعلق بموضوع السلاح".