اعترضت البحرية الإسرائيلية، أمس الأربعاء، أسطولاً بحرياً مدنياً يُعرف باسم "أسطول الصمود"، كان متجهاً إلى قطاع غزة محملاً بالمساعدات الإنسانية، وعلى متنه مئات النشطاء من جنسيات مختلفة، بينهم البرلمانية والناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا تونبرغ. وتم اقتياد القوارب إلى أحد الموانئ الإسرائيلية، في خطوة أثارت تنديداً واسعاً واحتجاجات في عدد من الدول الأوروبية.
وأظهرت لقطات فيديو نشرتها وزارة الخارجية الإسرائيلية، وتحققت منها وكالة "رويترز"، وجود تونبرغ على سطح أحد القوارب محاطة بجنود. وقالت الخارجية عبر منصة "إكس": "تم إيقاف عدة قوارب لأسطول الصمود التابع لحماس بأمان، ويجري نقل ركابها إلى ميناء إسرائيلي… غريتا وأصدقاؤها بخير".
الأسطول ضم أكثر من 40 قارباً مدنياً يقل نحو 500 ناشط، بينهم محامون وبرلمانيون، بهدف إيصال أدوية وأغذية إلى غزة المحاصرة منذ عام 2007. ووفق المنظمين، فإن المهمة "إنسانية وسلمية"، لكنهم أكدوا أن البحرية الإسرائيلية اعترضتهم في المياه الدولية مستخدمة أساليب عدائية كخراطيم المياه، واتهموها بمحاولة إغراق أحد القوارب.
العملية فجرت ردود فعل دولية واسعة، إذ وصفت تركيا ما جرى بأنه "عمل يهدد حياة مدنيين أبرياء"، فيما خرجت احتجاجات عفوية في إيطاليا. كما دفعت الحادثة دولاً مثل إسبانيا وإيطاليا وتركيا إلى إرسال سفن وطائرات مسيّرة لمراقبة الوضع. بدوره، دعا وزير الخارجية الأيرلندي سايمون هاريس إلى حماية سلامة النشطاء.
في المقابل، قالت البحرية الإسرائيلية إن الأسطول كان يقترب من "منطقة قتال نشطة" وينتهك الحصار البحري المفروض على غزة، مؤكدة استعدادها لنقل المساعدات عبر قنوات وصفتها بـ"الآمنة" بدلاً من وصولها مباشرة. وأكد الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أنه سيمنع وصول أي قارب إلى غزة "بأي وسيلة ضرورية".
المنظمون شددوا على أن "الأسطول سيواصل مساره دون رادع"، مؤكدين صباح الخميس أنّ 30 قارباً ما زالت تبحر باتجاه غزة وعلى بعد 46 ميلاً بحرياً من الساحل، رغم اعتراض 13 قارباً حتى الآن.