دخلت العلاقات بين روسيا وإيران، اليوم الخميس، مرحلة نوعية جديدة مع دخول "معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة" حيّز التنفيذ، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية.
المعاهدة التي وُقّعت في موسكو بتاريخ 17 كانون الثاني 2025، بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان، ترسم إطارًا جديدًا لعلاقة أعمق وأوسع من اتفاقية التعاون السابقة الموقعة عام 2001.
العلاقات بين البلدين شهدت تطورًا متسارعًا في السنوات الأخيرة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو العسكري. فقد ارتفع حجم التبادل التجاري إلى مستويات قياسية، ووصلت نسبة المدفوعات بالعملات الوطنية إلى أكثر من 96%. كما جرى افتتاح مكتب لبنك "في تي بي" الروسي في طهران، ودمج أنظمة المدفوعات "مير" الروسية و"شتاب" الإيرانية.
في قطاع الطاقة، عززت روسيا حضورها في محطة بوشهر النووية عبر شركة "روساتوم"، وتستعد لاستكمال بناء الوحدتين الثانية والثالثة بين عامي 2025 و2027. كما وقع البلدان اتفاقية لإنشاء خط السكك الحديدية "رشت-آستارا" بطول 170 كلم، وهو جزء من ممر الشمال – الجنوب الدولي الذي يربط روسيا بالمياه الدافئة عبر إيران.
على صعيد الاستثمارات، أصبحت روسيا في 2022-2023 أكبر مستثمر أجنبي في إيران بضخ 2.76 مليار دولار. أما التعاون العسكري، فشهد تعزيزًا نوعيًا، شمل حصول طهران على مقاتلات "سو-35" ومروحيات مي-28، إلى جانب معدات وأنظمة دفاعية متطورة.
وبهذا الانتقال، تؤكد موسكو وطهران أنّ الشراكة الجديدة ليست مجرد إطار ثنائي، بل خطوة استراتيجية تأتي في قلب التحولات الدولية والإقليمية المتسارعة.