اعتبر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن "الضمانة الأولى لتنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة هي الرئيس ترامب نفسه"، مؤكداً في حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط" أن "الرئيس الأميركي تعهّد بشكل واضح بتنفيذ خطته وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في الشرق الأوسط".
وأوضح عبد العاطي أن ترامب نقل التزامه بـ"تحقيق السلام في الشرق الأوسط" خلال اجتماع نيويورك الشهر الماضي، الذي جمعه بعدد من القادة العرب والمسلمين، بينهم رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأمير قطر، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
تأتي تصريحات عبد العاطي عشية جولة مفاوضات جديدة تستضيفها مصر الاثنين، لبحث المرحلة الأولى من خطة ترامب بين إسرائيل وحركة "حماس" برعاية الوسطاء.
وقال الوزير المصري إن ردّ "حماس" على المبادرة الأميركية "يعكس حرص الحركة وجميع الفصائل الفلسطينية على الارتقاء إلى مستوى المسؤولية، والأخذ في الاعتبار مصير الشعب الفلسطيني والحفاظ على المدنيين".
وأضاف: "خطة ترامب تتضمن عناصر مهمة، أبرزها إنهاء الحرب ورفض الضم والتهجير، وهذه كلها نقاط إيجابية نبني عليها لجعل الخطة قابلة للتنفيذ على أرض الواقع".
وأكد أن الرد الفلسطيني "خطوة طيبة للغاية في الاتجاه الصحيح"، آملاً أن "تلتزم إسرائيل بما تعهدت به في الخطة، وأن ينفذ كل طرف التزاماته".
وشدّد عبد العاطي على أن «الخطة الأميركية تشكّل إطاراً عاماً لوقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الرهائن وتسليم الجثامين»، موضحاً أن «هناك تفاصيل عديدة تحتاج إلى مناقشة فنية وأمنية، وهو ما سيتم بحثه في الاجتماعات التي تستضيفها القاهرة».
وأشار إلى أن المرحلة الأولى من الخطة "تشمل تبادل الأسرى وتسليم الجثامين كبداية، على أن تتبعها مراحل لاحقة ضمن التنفيذ الكامل".
ورداً على سؤال حول ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قادراً على التمرد على خطة ترامب، قال الوزير المصري: "نحن نعوِّل على قيادة الرئيس ترامب وحزمه في فرض وإنفاذ خطته الهامة لإنهاء الحرب، فهو الوحيد القادر على فرض ذلك على الجانب الإسرائيلي". وأضاف، "الخطة حظيت بترحيب عربي وإسلامي ودولي، وعلينا جميعاً أن نعمل على تنفيذها ميدانياً بالتنسيق مع واشنطن وسائر الأطراف المعنية".
وفي ما يتعلق بتشكيل قوة الاستقرار الدولية المزمع نشرها في غزة، أوضح عبد العاطي أن مصر "لا ترفض الفكرة بل تشجعها"، شرط أن تصدر بقرار من مجلس الأمن، وأن تكون ولايتها ووظائفها محددة بدقة.
وقال إن القاهرة ترى أن مهمة هذه القوة "يجب أن تتركز على دعم الشرطة الفلسطينية بصفتها المسؤولة عن الأمن وإنفاذ القانون داخل القطاع"، مشدداً على أن الهدف الأساسي هو تأكيد الوحدة الوطنية بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وربط عبد العاطي مشاركة مصر في القوة الدولية بوجود مساهمة أميركية فعالة، مضيفاً أن "القوة الدولية ستكون مؤقتة بطبيعتها، وهدفها تمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من الانتشار في غزة ضمن مرحلة انتقالية محددة".
وحول مسألة سلاح "حماس"، أوضح عبد العاطي أن «هذا شأن فلسطيني داخلي سيُتعامل معه فلسطينياً»، مشيراً إلى أن الحركة "وافقت على خطة ترامب وما تتضمنه من التزامات»، وأن «الشرطة والسلطة الفلسطينية ستتوليان المسؤولية الأمنية بعد انتهاء الفترة الانتقالية للقوة الدولية".
وختم قائلاً: "لا يمكن الحديث عن تسوية نهائية أو سلام دائم من دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وتجسيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره".